مراد المصري (العين)
إنه أقوى من اللاعب الفرنسي كانتي.. بهذه الكلمات وصف أحد المعلقين الأستراليين اللاعب الأردني خليل بني عطية، بعد تألقه اللافت أمام «الكانجارو»، ثم تكراره الأداء القوي أمام المنتخب السوري، ليؤكد أنه القلب النابض للنشامى في البطولة، والرجل الذي تجده في كل مكان في الملعب ببذله الطاقة القصوى دائماً.
وبحسب إحصائيات اللاعب في مواجهة سوريا، فإنه تدخل 24 مرة لتخليص فريقه من الخطر، منها 14 التحاماً، و3 مرات اعتراض للمنافس، وإبعاد كرة من منطقة الجزاء مرة واحدة، إلى جانب استعادة الكرة 6 مرات، علماً أنه ساهم في 70 تمريرة نحو منطقة النصف الخاص بالمنافس.
وعبر اللاعب عن فخره بالمقارنة به مع اللاعب الفرنسي الشهير كانتي، وقال: من الفخر أن يتم ربطي بلاعب بهذا المستوى، في النهاية كل ما أفكر به هو منتخب بلادي، وكيف أسخر كامل طاقتي من أجل زملائي، ولا أنظر للحصول على أي مسميات أو إشادة خاصة.
واعترف اللاعب أنه مر بأوقات صعبة، لكنه نجح في تجاوزها بفضل الدعم الذي ناله في المنتخب وطريقة اللعب المناسبة له، وقال: استعدت الكثير من جاهزيتي في الفترة الماضية خلال المعسكرات التي خضعنا لها، والتحضيرات التي قمنا بها، ونجحت فيها من العودة لمستواي المعهود، رفضت الاستسلام لما مررت به من محطات صعبة، وكنت أثق دائماً أن العمل والاجتهاد سيجعلاني أنجح بتجاوزها.
وأوضح اللاعب أنه تمسك دائماً بالاستمرار مع الفيصلي بغض النظر عما مر به، وإنه حاول دائماً أن يحجز مقعده في صفوف المنتخب من خلال الأداء، وقال: بدأت مسيرتي في سن العاشرة في صفوف الفيصلي الأردني، حيث تدرجت وصولاً للفريق الأول، ورغم خوضي تجربتي احتراف في الفيصلي السعودي والرفاع البحريني، فإنني كنت أعود للفيصلي الأردني دائماً، مررت بمراحل صعود مع الفريق ونجحت في إثبات قدراتي، لكن الموسم الحالي كان مختلفا من حيث جلوسي على مقاعد الاحتياط والاستماع لصافرات الاستهجان من الجماهير في بعض الأوقات، لكن أدركت أن الإخلاص في التدريبات والعمل الجاد سيجعلني أعود أقوى وأنجح رفقة زملائي في إسعاد الجماهير الأردنية التي احتشدت على المدرجات في المباراتين.
وأوضح أنه ما زال يفكر بالاحتراف خارج الأردن، حيث يبلغ من العمر 27 سنة، وقال: لم أغلق الباب كلياً على الاحتراف الخارجي بعد التجربتين الماضيتين، لكن في الوقت الحالي لا استمع لهذه الأمور، وتركيزي ينصب على مسيرة المنتخب الوطني فقط، دون اعتبارات شخصية التي نؤجلها من أجل مصلحة الوطن.
واعترف اللاعب أن ما حققه المنتخب الأردني بعد مباراتين يجعل سقف الطموحات مرتفعاً لديهم، وقال: أنجزنا جانباً مهماً، لكن ما زال هناك الأهم ونريد أن نصل لأبعد نقطة ممكنة في الحدث القارية ونثبت جدارتنا، الأغلب توقع أن نودع مبكراً أو نتأهل كأفضل صاحب مركز ثالث، لكن على أرض الواقع فإن منتخبنا أثبت جدارته، وحقق الفوز في المباراتين عن استحقاق، ومن الميزات التي حصدناها هي الحفاظ على نظافة الشباك في المباراتين، إلى جانب دخول المباراة الثالثة، بعد أن ضمنا التأهل واللعب على المركز الأول في المجموعة، وهو أمر إيجابي قبل خوض الأدوار الإقصائية والتفكير بالوصول لمرحلة أبعد عما بدأنا عليه.
وعبر بني عطية عن تقديره لجهود الجماهير، سواء التي حضرت من الأردن أو المقيمة على أرض الدولة، والتي لم تتوان للحظة عن الوقوف خلف الفريق والحضور إلى المدرجات رغم أوقات عملها والظروف التي تغلبت عليها من أجل مساندتهم، وقال: رؤية الجماهير الأردنية بهذه السعادة أمر يسعدنا كلاعبين، تعاهدنا معاً للعب من أجل اسم الوطن، وأن نرفع علم الأردن عالياً في البطولة، ولعل أبرز ما يميزنا أن الكل يلعب من أجل مصلحة الفريق بروح واحدة، ولا أحد يفكر بنفسه فقط أو يتطلع لإنجاز فردي، كلنا فريق واحد نريد أن نجعل الشعب الأردني فخوراً بنا.
وختم اللاعب مؤكداً أن البطولة ما زالت طويلة ولا يجب الاحتفال كثيراً بما تحقق الآن، وأن يركز المنتخب على مواصلة العمل في الأيام المقبلة لأن القادم سيكون أصعب من المباريات الماضية.