مراد المصري (دبي)
قطع توتنهام سبيرز خطوة مهمة في أول ظهور أوروبي له على ملعبه الجديد، حينما تفوق على مانشستر سيتي بهدف دون رد، وذلك في سيناريو مثير شهد تصدي الحارس الفرنسي هوجو لوريس لضربة جزاء، نفذها سيرجيو أجويرو مطلع الشوط الأول، ثم نجح الفريق وبرغم خروج الهداف الإنجليزي هاري كين مصاباً، من تسجيل هدف الفوز بواسطة الكوري الجنوبي هيونج مين سون.
ويبدو أن الإيقاع مختلف للسبيرز في «العنوان الجديد»، وذلك بعدما بات مؤهلاً لبلوغ الدور نصف النهائي بعد سنوات طويلة من الابتعاد عن المنافسة الأوروبية، على ملعبه السابق «وايت هارت لين»، وأيضاً على ملعب ويمبلي، الذي كان ودع المسابقة الأوروبية بالخسارة عليه أمام يوفنتوس الإيطالي في الموسم الماضي، ليؤكد أن الروح متجددة في ملعب يمكنه أخيراً أن يطلق عليه اسم «المنزل الحقيقي».
وأثبت توتنهام أن رهانه في محله بالنسبة للمدرب الأرجنتيني ماوريسيو بوكتينيو، وذلك بعد فترتي انتقالات لم تشهد عقد أي صفقات نظراً لإنفاق الأموال على بناء الملعب الجديد، ليرد لهم ذلك بتقديم موسم نجح من خلاله الفريق بضمان بطاقة التأهل إلى دوري أبطال أوروبا في الموسم المقبل بصورة نظرية، والتقدم في المسابقة الأوروبية بعد تجاوز مجموعة ضمت برشلونة الإسباني وانتر ميلان الإيطالي، وثم تجاوز عقبة دورتموند الألماني، وحالياً التقدم في الذهاب علي مانشستر سيتي، الذي يصفه المراقبون بالفريق الأفضل في العالم حالياً، وهو ما يعكس الفكر المميز للمدرب الذي ينجح بقراءة أفكار منافسيه، وسبق له الموسم الماضي التفوق على ريال مدريد الإسباني في دور المجموعات، إلى جانب تقديم الكثير من المباريات الكبيرة بأقل الإمكانات المادية.
ونجح توتنهام من التفوق على سيتي في أول مواجهة أوروبية بينهما، رغم أنهما التقيا للمرة 157 عموماً، ولعل الحارس الفرنسي هوجو لوريس من صنع الحدث بتصديه الحاسم لضربة جزاء، علماً بأن الحارس بات جداراً صلباً حينما يتعلق الأمر بضربات الجزاء، وذلك بعد تصديه لجميع الضربات التي واجهها في عام 2019، وتحديداً أمام ليستر سيتي وآرسنال وحالياً سيتي.
ورد هيونج مين سون، الدين لجماهير السبيرز، بعد موسم طويل وشاق له، اضطر فيه للغياب عن انطلاقة المنافسات بسبب وجوده مع منتخب بلاده في دورة الألعاب الآسيوية وقيادته للتتويج بالميدالية الذهبية للحصول على إعفاء من الخدمة العسكرية، ثم غاب مجدداً في شهر يناير الماضي للمشاركة في نهائيات كأس آسيا الماضية، وهي الغيابات التي سببت استياء نظراً لحاجة الفريق لخدماته بالنظر لمحدودية الخدمات في خط الهجوم، ليؤكد الليلة إنه ما زال يمتلك الكثير لتقديمه، علماً بأنه رفع رصيده إلى 18 هدفاً في 40 مباراة هذا الموسم.
وأكد اللاعب الآسيوي أنه رجل المباريات المهمة على ملعب فريقه في الأدوار الإقصائية، حيث سبق له التسجيل في شباك يوفنتوس الإيطالي ودورتموند الألماني سابقاً، وحالياً ضم السيتي إلى قائمة ضحاياه.
ويسود تفاؤل في صفوف توتنهام بعدما نجح في جميع المناسبات التسعة الأخيرة، التي حقق فيها الفوز بنتيجة الذهاب في الأدوار الإقصائية للمسابقات الأوروبية، وهو يتطلع لإكمال المهمة للمرة العاشرة.
وأعرب الإسباني جوسيب جوارديولا المدير الفني لفريق مانشستر سيتي، عن رضاه عن أداء الفريق في مباراة توتنهام.
وقال جوارديولا: «إنه لا يشعر بأن فريقه قدم أداء متواضعاً في هذه المباراة برغم الهزيمة»، مشيراً إلى أن الفريق سيطر على اللقاء.
وأضاف: «عندما لا نلعب جيداً، أعترف بهذا، ولكن لا يراودني هذا الشعور بعد هذه المباراة.
واعتبر جوارديولا أن الهزيمة في هذه المباراة ليست بسوء الهزيمة نفسها التي مني بها الفريق أمام ليفربول بالبطولة نفسها في الموسم الماضي.
وقال جوارديولا: «الهزيمة في الموسم الماضي كانت أسوأ كثيراً. باستثناء بعض الفترات، سيطرنا على مجريات اللعب في المباراة وقدمنا أداءً جيداً للغاية. كنت أتمنى أن نسجل هدفاً ولكن هذا ما حدث».
