مراد المصري (العين)
عاد العين بصيد ثمين من خارج قواعده، حينما فرض التعادل على الدحيل بنتيجة 2-2، ليلة أمس الأول في الجولة الثالثة بالمجموعة الثالثة لدور المجموعات في دوري أبطال آسيا، ليكسب «الزعيم» نقطة جديدة في رصيده في البطولة القارية جعلته يحصد مكاسب معنوية وفنية عديدة على الصعد كافة، في رحلة بحثه عن إحدى بطاقتي الصعود لدور الـ16.
وتحقق المكسب الأول، بنجاح العين في فرض شخصيته مرة أخرى، رغم الظروف التي يمر بها وتعرضه لخسارة قاسية أمام الجزيرة قبل أيام في مسابقة دوري الخليج العربي، وذلك بعدما حقق نتيجة إيجابية خارج قواعده للمباراة العاشرة على التوالي في دور المجموعات للبطولة الآسيوية، حيث لم يعرف الفريق الخسارة خارج ملعبه في المجموعات منذ عام 2016، وللمرة الثانية على التوالي هذا الموسم تحديداً، بعدما وضعه برنامج البطولة في مباراتين خارج القواعد بصورة متتالية، لكنه عرف كيف يعود منهما بنقطتين ستشكلان محور التحول في مسيرته لاحقاً.
وجاء المكسب الثاني بتألق الثنائي خالد عيسى وجمال معروف اللذين نالا الحيز الأكبر من حديث وإشادة «الأمة العيناوية» عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بعدما قدما مباراة للذكرى، بداية من الحارس المتألق الذي تصدى لعشر فرص سانحة للتسجيل من المنافس، مروراً بجمال معروف الذي أثبت نفسه بقوة، وأكد أن الاجتهاد وتدريباته المتواصلة طوال الفترة الماضية ستساعده على حجز مكانه في قلوب الجماهير العيناوية، حيث سجل هدفاً وصنع آخر، كما تسبب في ضربة الجزاء التي نالها العين، لكن أهدرها البرازيلي كايو.
أما المكسب الثالث، فجاء مع نجاح السويدي ماركوس بيرج بكسر عقدة غياب الأهداف التي لازمته في 2019، وذلك بعدما تابع كرة بمهارة المهاجم الفطرية، وخطفها من الحارس ليأتي هذا الهدف في توقيت مهم على الصعيد المعنوي للاعب نفسه.
والمكسب الرابع كان في استعادة الثقة التي اهتزت بصورة كبيرة عقب الخسارة القاسية أمام الجزيرة بنتيجة 1-5 في الدوري، حيث يحتاج «الزعيم» لهذا النوع من المباريات الكبيرة، ليثبت قدراته فيها أمام جماهيره، وتحديداً من خلال قيادة المدرب الإسباني خوان كارلوس جاريدو الذي قاد الفريق للمباراة السابعة هذا الموسم، وبدأ بترك بصمته مع الفريق وتحديداً في كيفية إدارة اللاعبين وإخراج أفضل ما لدى المالي دومبيا وإعادة تمركز الياباني شيوتاني في موقعه الأصلي في وسط الميدان، من أجل تعويض الغيابات في هذا الموقع المهم لإدارة ألعاب الفريق بانتظار عودة اللاعبين المصابين محمد عبد الرحمن وأحمد برمان. فيما جاء المكسب الرابع، بإعادة الفريق فرض نفسه على الساحة الآسيوية، وذلك بعد البداية التي تعرض فيها للخسارة من الهلال السعودي، ليؤكد أنه ما زال موجوداً وقادراً على خلط الأوراق في المجموعة التي توصف بـ«الحديدية» بالنظر للأسماء الموجودة فيها.
من جانبه، عبر الإسباني خوان كارلوس جاريدو، مدرب العين، عن تقديره لجهود اللاعبين، وقال: «بعد كل مباراة أردد أن النتيجة دائماً، ما تكون مؤشراً حقيقياً للمباراة، وشخصياً فخور بأداء لاعبي فريقي في المواجهة، والتي في اعتقادي أنها بدأت متوازنة، بيد أن هدف السبق، عزز من معنويات الفريق المنافس بصورة لافتة، وبالمقابل قدم خط الظهر والحارس خالد عيسى، أداءً جيداً ونجحا في التعامل مع عدة محاولات هجومية، وفي الشوط الثاني تمكنا من العودة بالمباراة وأهدرنا ركلة جزاء وكنا قريبين من الفوز، وفي اعتقادي أن «الزعيم» استحق أن يخرج من ملعب الفريق المنافس بنتيجة إيجابية.
وأكمل: «تحدثت مع لاعبي الفريق في غرفة تبديل الملابس خلال فترة الراحة بين شوطي المباراة، وطالبتهم بإظهار أفضل ما لديهم، وأن نقاتل من أجل العودة للمباراة، وكانت ثقتي في إمكانيات فريقي وجميع عناصر الفريق كبيرة».
وتعليقاً على سؤال حول خالد عيسى الذي كان سبباً رئيساً في التعادل، قال: «في كرة القدم الفوز دائماً يكون بفضل الفريق، وكذلك التعادل والخسارة، بيد أن خالد عيسى يعتبر لاعباً دولياً محترفاً ويمتلك شخصية قوية على المستطيل الأخضر، وقد نجح في صناعة الفريق خلال مواجهة اليوم بتصدياته الحاسمة».
وحول مدى حظوظ فريقه في التأهل عن المجموعة، قال: «حظوظ جميع الفريق المنافسة على بطاقتي التأهل عن المجموعة الثالثة حاضرة، ونحن مطالبون بتقديم الأفضل دائماً، وتحقيق النتائج القوية التي تضمن لنا التأهل إلى المرحلة المقبلة».
ورد جاريدو على سؤال بشأن إن كان يعتقد بأن المنافس خسر ثلاث نقاط والعين فاز بنقطة، وقال: «أعتقد أننا قدمنا أداءً قوياً وأظهرنا روحاً قتالية عالية، وكنا قريبين من العودة بالنقاط الثلاث لأننا جئنا إلى هنا من أجل الفوز ولا نستحق الخسارة بالتأكيد، ولقد طالبت لاعبي فريقي بعد نهاية مباراة الجزيرة بإظهار ردة الفعل القوية بعد الخسارة الكبيرة خلال استحقاقاتنا المقبلة».
«العملاق الجليدي» يصل «المحطة 50»
رفع السويدي ماركوس بيرج رصيده من الأهداف إلى 50 هدفاً بقميص العين منذ انضمامه لـ«الزعيم» في الموسم الماضي، وذلك خلال 63 مباراة خاضها في مختلف البطولات، ليصبح أفضل هداف أوروبي بتاريخ العين في مختلف البطولات ورابع أفضل هداف أجنبي عموماً.
ونجح بيرج منذ انضمامه للعين في تقديم 17 تمريرة حاسمة ليكون إجمال مساهماته التهديفية 67، علماً بأنه توج هدافاً لدوري الخليج العربي في الموسم الماضي برصيد 25 هدفاً، وهي أرقام تؤكد أن النجم الأوروبي ما زال قادراً على العطاء حتى نهاية الموسم الذي يبدو أنه الأخير له مع الفريق في ظل انتهاء عقده في شهر يونيو المقبل.
ويحتل بيرج المركز الثاني على صعيد هدافي العين في مختلف البطولات هذا الموسم برصيد 14 هدفاً، وذلك خلف البرازيلي كايو برصيد 15 هدفاً، ثم دياكيه 9 أهداف.
كايو في «قفص الاتهام»
تعرض البرازيلي كايو لوكاس لانتقادات قاسية من الجماهير التي عبرت عن استيائها من تراجع أداء اللاعب في الآونة الأخيرة، إلى جانب استغرابها من تنفيذه ضربة الجزاء رغم أن المتخصص هو السويدي ماركوس بيرج، الذي تولى تنفيذ ضربات الجزاء في البطولة الآسيوية في الموسم الماضي، ليكون اللاعب في قفص الاتهام، وذلك في أول ظهور له في منافسات دوري أبطال آسيا في الموسم الجاري، بعدما غاب عن المباراة الأولى بداعي الإيقاف وعن الثانية بسبب الإصابة.
خالد عيسى: النتيجة ترضينا ونستحق النقطة
اعتبر خالد عيسى حارس مرمى العين، أن التعادل نتيجة مرضية، قياساً على مجريات اللقاء، واصفاً أنها نقطة مهمة ومستحقة لفريقه في إطار مشواره في المسابقة القارية.
وتحدث عيسى لموقع الاتحاد الآسيوي عقب المباراة، وقال: «لعبنا بشكل جيد كما هو حال الفريق المنافس، بالنظر للظروف التي مررنا بها مؤخراً، ومدى توافر وجاهزية اللاعبين، حيث نعاني بعض الغيابات، فإن العودة بالتعادل من خارج ملعبنا أمر جيد للغاية».
زوران «على خط النار»
بات الكرواتي زوران ماميتش مدرب الهلال السعودي الحالي والعين سابقاً، في وضع حرج للغاية بعد تلقي الهلال خسارة مفاجئة أمام استقلال طهران الإيراني بنتيجة 1-2 مساء أمس الأول في إطار المجموعة الثالثة أيضاً، ليصبح المدرب على خط النار مع مطالبة الجماهير بإقالته، بعدما حملته مسؤولية فقدان صدارة ترتيب الدوري المحلي، وحالياً إعادة الفريق إلى وضعية الحسابات المعقدة من أجل التأهل إلى الدور الثاني.
«الآسيوي» يجامل «أصحاب الأرض» !
واصل الاتحاد الآسيوي لكرة القدم كعادته إثارة الجدل في تقييماته الفنية وطريقة إدارته للمسابقة القارية، وذلك بعدما حرم خالد عيسى حارس مرمى العين من الحصول على جائزة أفضل لاعب في المباراة على الرغم من تصدياته الـ10 الحاسمة، أو حتى منحها لجمال معروف، الذي سجل هدفاً وصنع آخر وتسبب بضربة جزاء، ليقرر مجاملة أصحاب الأرض ومنح الجائزة للاعب الفريق المنافس كريم بوضياف.
