معتز الشامي (كوالالمبور)
شهدت الساعات الأخيرة التي سبقت يوم الانتخابات، على مقاعد المكتب التنفيذي للاتحاد الآسيوي ومقاعد مجلس الفيفا، كواليس مثيرة، كشفت عن كيفية تحكم «صفقات مشبوهة» تديرها أسماء بعينها أدت إلى خسارة مروان بن غليطة رئيس اتحاد الكرة في انتخابات المكتب التنفيذي بعدما حصل على 18 صوتاً رغم الضغوط التي تمت ممارستها صباح يوم الانتخابات.
ووجه مروان بن غليطة الشكر لكل الاتحادات التي منحته صوتها رغم الضغوط، وأشار إلى أن الحصول على 18 صوتاً في تلك الظروف الصعبة وخلال 3 أيام فقط من العمل قبل الانتخابات، يعتبر أمراً إيجابياً، مشيراً إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد ضرورة تقوية العلاقات مع اتحادات وطنية في القارة، لاسيما تلك التي رفضت الضغوط، وتمسكت بدعم الإمارات ومرشحها، كما بارك ابن غليطة الفوز للمرشحين.
وقال «التربيطات الانتخابية لعبة معروفة، ولكنها تأخذ أشكالاً مختلفة على المستوى القاري، حيث تتحكم لغة المصالح وبعض الأمور الأخرى، كما أن أرقام الفوز أو الخسارة تعكس وجود تلك التكتلات، لكن نحن في الإمارات سيظل حضورنا مستمراً في آسيا، وعلاقاتنا مع الاتحادات الوطنية سيتم استثمارها بشكل أفضل في المستقبل للتجهيز لمرحلة الانتخابات في 2022».
ونفى ابن غليطة أن يكون هناك أي توتر بين دول الخليج نتيجة خسارته، وفوز مرشح عماني وآخر يمني وعراقي وقال إن الانتخابات انتهت بمجرد فوز المرشحين، ولن تكون هناك عداءات أبداً بين الأشقاء.
وبعيداً عن تصريحات مروان بن غليطة، تفيد المتابعات أن الوفد الإماراتي رفض المشاركة في «مؤامرة» أدارتها قطر برعاية الشيخ أحمد الفهد رئيس المجلس الأوليمبي الآسيوي، الذي تواجد في كوالالمبور قبل أسبوعين من الانتخابات، لعقد سلسلة اجتماعات مع مسؤولي الاتحادات الوطنية المختلفة بالقارة، لتمرير عدة أجندات، الأولى هي تعديل النظام الأساسي والسماح بحصول أي مرشح على مقعدين في الانتخابات، وليس مقعداً واحداً، وذلك لمساعدة المرشح القطري على الجمع بين منصبي نائب رئيس الاتحاد، وعضو مجلس الفيفا، والثانية كانت اللعب على ورقة دعم أسماء بعينها ممن يدينون بالولاء لقطر وللفهد، وتوجيه «كتلة الأصوات» لإسقاط مروان بن غليطة، ومرشح السعودية الدكتور خالد الثبيتي، الذي كان مرشحاً على مقعد تنفيذي الفيفا وحصل على 12 صوتاً فقط.
وأرسل الفهد رسالة مفادها، قبول التصويت على المقترح «القطري»، بالجمع بين منصبين في المكتب التنفيذي، مقابل دفع اليمني حميد الشيباني للانسحاب، وفوز ابن غليطة بالتزكية، أو انسحاب ابن غليطة لصالح المرشح اليمني، ووعده بمقعد بالتعيين في يونيو القادم.
وحملت الرسالة أيضاً تأكيداً على أنه في حال الرفض، فإن ابن غليطة لن يحصل إلا على 3 أصوات فقط، علماً أن كواليس «العرض المشبوه» أظهرت أنه كان كميناً لأن الموافقة على تعديل النظام الأساسي، تعني دعم المرشح القطري في الحصول على مقعد تنفيذي الفيفا، الذي كان ينافس عليه السعودي الثبيتي، في الوقت الذي أعلن فيه الاتحاد الآسيوي نفسه رفضه الجمع بين منصبين، التزاماً بالقانون الماليزي، وفق الخطاب الرسمي الذي صدر عن لجنة الانتخابات قبل يومين.
وقد طرح تحكم الفهد في أصوات الاتحادات الآسيوية الكثير من علامات الاستفهام، خاصة بتدخله لصالح مرشح على حساب آخر، حيث طلب أيضاً من مرشحة المالديف مريام محمد، الانسحاب، وعاقب اتحاد المالديف لمساندته القوية للإمارات ولمرشحيها في الانتخابات، ورغم كل تلك الضغوط حصل ابن غليطة على 18 صوتاً، وليس 3 أصوات.
من جهته أكد الكوري تشونج ميونج، رئيس الاتحاد الكوري الجنوبي، والذي كان مرشحاً لمنصب نائب الرئيس ولعضوية الفيفا بالإضافة لعضوية المكتب التنفيذي، والذي قدم شكوى رسمية ليلة الانتخابات ضد الفساد القطري، وطالب الاتحاد الدولي بالتدخل والتحقيق، حيث أرسل الاتحاد القطري في دعوة أكثر من 20 مسؤولاً باتحادات آسيوية وطنية، لحضور مباراة السوبر الأفريقي التي أقيمت في الدوحة أواخر مارس الماضي، وتكفل بالتنقلات والحجز على درجة «البيزنس»، فضلاً عن اصطحاب المرشح الفلبيني في طائرة خاصة لجولة انتخابية بصحبة سعود المهندي على عدة دول بالقارة.
وقد خسر الكوري الجنوبي مقعده كنائب لرئيس الاتحاد الآسيوي بالإضافة لعضوية الفيفا، بعد حصوله على 18 صوتاً، وقال «الحصول على 18 صوتاً أمام منظومة فساد تسيطر عليها قطر، هو أمر إيجابي، أنا لم أخسر، ولكني نجحت لأنني رفضت الصمت على ما يحدث، ورفعت شكوى للاتحاد الآسيوي وللفيفا، وقد وعد مسؤولو الاتحاد الدولي بمتابعة الملف والتحقيق فيه».
وكانت الاتحادات الآسيوية الوطنية قد اختارت الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة لرئاسة الاتحاد الآسيوي، ومنصب نائب رئيس الاتحاد الدولي (الفيفا) بالتزكية رسمياً لأربع سنوات قادمة (2019-2023)، بعدما أجمع 47 اتحاداً وطنياً على اختياره.
وفي عضوية الاتحاد الدولي لكرة القدم، فازت محفوظة أكثر (بنجلادش)، سعود المهندي (قطر)، برافول باتيل (الهند)، ماريانو ارانيتا (الفلبين)، دو زهاوكاي (الصين)، كوزو تاشيما (اليابان).
فيما فاز نواب الرئيس، عن غرب آسيا، سعود المهندي، (الوسط) مهدي تاج (إيران)، (الجنوب)، مخدوم سيد فيصل (باكستان)، (الآسيان) زاو زاو (ميانمار)، (الشرق) السيد جانباتار امجالانباتار (منغوليا).
بالنسبة للعضويات النسائية في المكتب التنفيذي، فازت عن غرب آسيا، سوزان الشلبي (فلسطين)، وعن (الجنوب) محفوظة أكثر (بنجلادش)، وعن (الآسيان) كانيا كيوماني (لاوس)، وعن (الشرق) هان اون جيونج (كوريا الشمالية)، فيما ستجري انتخابات مقعد وسط آسيا لاحقاً.
أما أعضاء المكتب التنفيذي عن غرب آسيا، فهم عبدالخالق مسعود (العراق)، هاشم حيدر (لبنان)، سالم الوهيبي (عمان)، حميد الشيباني (اليمن)، وعن الوسط، سيد علي رضا (أفغانستان)، وعن (الجنوب) داشو اوجين دورجي (بوتان)، (الآسيان) السيد كريس نيكو (أستراليا)، داتو حامدين بن حاجي (ماليزيا)، تران توان (فيتنام)، (الشرق) فوك كاي (هونج كونج).