أشرف جمعة (أبوظبي)
قدرتها على مسرحة بعض الجمل الشعرية التي تتمدد باكتمال اللفظ في أثناء الإلقاء، جعل الشاعرة شيخة المطيري الفائزة بالمركز الثاني في مسابقة «أمير الشعراء» في موسمه الثامن تمضي نحو غايتها في لفت الأنظار إلى تجربتها الشعرية، بخاصة أنها تشعر بأن الحظ حالفها في تحقيق هذا اللقب، إذ تُعد أول شاعرة تحصل على المركز الثاني في تاريخ المسابقة.
المطيري التي أكدت بحضورها أنها عبرت عن مواجد الأنثى، واجتازت أصعب المراحل بداية من الوقوف بجسارة أمام لجنة التحكيم، حتى تخطي اختبار الارتجال والوثوب إلى القمة عن جدارة واستحقاق.
تقول المطيري التي تعمل رئيس قسم الثقافة الوطنية في مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث في دبي: «لم أنتبه لحصولي على المركز الثاني في أثناء إعلان النتائج، إذ كنت أظن أن ترتيبي كان أقل من ذلك، وشعرت بفرحة عارمة لتحقيق هذا الإنجاز الذي أهديته للوطن الغالي الذي وفر لي الدعم خلال مسيرتي الشعرية من خلال المشاركات المحلية والخارجية، ومن ثم الاهتمام بموهبتي ورعايتها، لافتة إلى أنها مثلت صوت الأنثى العربية خلال هذه المشاركة التي حققت لديها جملة من الأهداف أولها: التواصل الجمالي، وخوض تجربة إنسانية محلقة من خلال الالتحام بتجارب المشاركين المتأهلين الذين نمت بينها وبينهم علاقة تفاعلية، تركت في نفسها صدى جميلاً.
وتورد أنها قبل خوض المنافسة استجمعت قواها الشعرية، واختارت نصوصاً أكثر عمقاً تعاملت معها بنظرة نقدية صارمة، واستطاعت أن تبدل طريقة أدائها في إلقاء النصوص، لتكون أكثر مسرحية بما يتناسب مع الأجواء الخاصة بالنص، ما منحها الثقة أمام لجنة التحكيم، ولا تخفي المطيري أنها في البداية كانت تتخوف من الناقد الدكتور صلاح فضل عضو لجنة التحكيم الذي تراه أحياناً يوجه نقداً قد لا يتقبله الشعراء، لكنها شعرت بعد إلقاء أول قصيدة بألفة مع أعضاء اللجنة، إذ كانت ترى أن ابتسامتهم الدائمة كانت تقديراً من نوع آخر.
وعن خوض مرحلة الارتجال تبين المطيري أنها اجتازتها بثقة كونها معتادة على ذلك من خلال كتابة أبيات بشكل مباشر في تويتر، وعلى حساباتها الأخرى على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ كانت تكتب نصوصاً كاملة بطريقة مرتجلة، وهو ما سهل عليها هذه المرحلة، وتلفت إلى أنها حالياً بصدد إصدار مجموعة شعرية جديدة بعد أن صدر لها من قبل «مرسى الوداد، يا أكثري وأقلي» وأنها تحاول تصفية نصوصها الجديدة لتواكب مرحلتها الحالية، بخاصة أنها تعيد حالياً بلورة حياتها الشعرية، لتكون أكثر تفاعلاً من خلال كتابة نصوص مغايرة، مؤكدة أنها تعيش حالة مختلفة عن السابق من خلال الانفتاح على الثقافات الإنسانية والفنون البصرية والتشكيلية التي تمثل أفقاً آخر للتعامل مع القصيدة الشعرية من الجوانب كافة، كما أنها تفكر في دخول عالم الكتابة المسرحية، وأنها لا تدري كيف ستكون هذه التجربة التي تحتاج بطبيعة الحال إلى جهد وعمل دؤوبين.