مع مرور سبعين عاماً على إنشاء حلف شمال الأطلسي، يستقبل دونالد ترامب، اليوم الثلاثاء، في واشنطن أمينه العام ينس ستولتنبرغ قبل أن يشرف بنفسه على مراسم إحياء ذكرى قيام منظمة غالباً ما وجه إليها سهام انتقاداته.
ويصل رئيس الوزراء النرويجي السابق الذي تم تمديد ولايته على رأس الحلف الأطلسي مؤخراً حتى العام 2022، بعد الظهر إلى البيت الأبيض عشية اجتماع وزاري يستمر يومين في العاصمة الأميركية.
ويتصدر مجدداً أولويات الدول الأعضاء الـ29، مسألة واحدة، وهي تقاسم "الأعباء" بشكل أفضل، ويحض ترامب في هذا السياق الدول الأوروبية على زيادة مساهمتها في الدفاع المشترك.
ويصر ترامب بصورة خاصة على وجوب أن ترفع جميع الحكومات إنفاقها العسكري إلى مستوى 2% من إجمالي ناتجها الداخلي بحلول العام 2024 على أبعد تقدير، في مطلب يستهدف بصورة خاصة ألمانيا التي لا تزال بعيدة جداً عن هذا الهدف مع توقع وصول إنفاقها إلى نسبة لا تتخطى 1,5% عام 2024.
وصرح ستولتنبرج في بروكسل: "أتوقع من ألمانيا أن تلتزم بالتعهد الذي قطعته مع جميع الحلفاء الآخرين في الحلف الأطلسي"، مردداً بذلك المطالب الأميركية قبل توجهه إلى الولايات المتحدة.
غير أن وزير الخارجية الألماني هايكو ماس ألمح إلى أن مجهود برلين كاف، مع الإقرار بضرورة أن يبذل الأوروبيون "المزيد" من أجل أمنهم.
وبعد عقود على إنشائه بهدف التصدي للاتحاد السوفياتي في أوروبا، يجد الحلف نفسه اليوم في مواجهة موسكو وسط أجواء تتخذ بشكل متزايد منحى حرب باردة جديدة.
ومن المتوقع بالتالي بحسب وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الذي يستقبل نظراءه الـ28 لمراسم ستتسم بالتواضع، أن تعلن الدول الأعضاء "سلسلة أخرى من التدابير المشتركة ضد ما تقوم به روسيا في القرم" التي احتلتها من أوكرانيا وضمتها عام 2014.
وحذرت السفيرة الأميركية لدى الحلف الأطلسي كاي بايلي هاتشيسون الإثنين: "سنبحث كيف يمكن القيام بالمزيد في منطقة البحر الأسود. سنقوم بمزيد من المراقبة، وسيكون هناك المزيد من السفن من دول من الحلف في البحر الأسود".