هناء الحمادي (أبوظبي)
تعيش الدولة هذه الأيام أجواء ما يسمى بـ «موسم السرايات»، حيث تؤدي التكونات السريعة للغيوم الركامية إلى هطول الأمطار الرعدية الغزيرة مع هبوب رياح عنيفة لا تستقر في اتجاه معين.
وتمر مناطق الدولة خلال هذه الأيام بتغيرات مفاجئة بالطقس بسبب تلاقي منخفض جوي بآخر مرتفع أو كتلة هوائية باردة مع أخرى دافئة ورطبة، فتحدث اضطرابات جوية عند تلاقيهما فوق أرض الجزيرة العربية والخليج العربي. ويقول إبراهيم الجروان عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك الباحث في علوم الفلك والأرصاد الجوية: تسمى هذه الفترة بـ «السرايات» ويرجع تسميتها بذلك لأن حدوثها يكون بين فترة وأخرى وقيل لأنها تسري بالليل.
ويضيف: موسم السرايات يكون في فصل الربيع الذي يبدأ في 21 مارس وينتهي منتصف مايو، ووقت تكونها يكون غالبا في فترة زوال الشمس وتنشط غالبا من بعد العصر، وهذه الفترة نلاحظ تقلب الأجواء على مناطق الجزيرة العربية ودول الخليج وتكون الأجواء متقلبة أحيانا حارة ودافئة في النهار وأحيانا باردة أو معتدلة أثناء الليل وساعات الفجر الأولى وتنشط عواصف الغبار أحياناً وعلى فترات متقطعة وتكون عنيفة في بعض الأحيان وتمتاز هذه الفترة بنشاط الرياح الشمالية الغربية العاصفة أحياناً.
ويبين الجروان أنه مع بداية موسم السرايات تميل الأجواء إلى الدفء والحرارة خلال النهار وتساوي الليل والنهار ليأخذ بعد ذلك النهار في الازدياد والليل في النقصان، ويعتبر الربيع من أجمل فصول السنة لاعتدال الجو فيه واكتمال نمو نبات العشب والنباتات الأخرى وبه تتفتح الأزهار وتنمو الأشجار وتنبت كافة الأزهار وتتزين الأرض للناظرين. وبه تكون الأجواء دافئه نهاراً.
ويتابع: تكون ذروة فترة السرايات على شبه الجزيرة العربية مع مطلع شهر أبريل وتكثر نشأة السحب المحلية والعواصف الرعدية الشديدة والأمطار الغزيرة حتى غيوب الثريا مع 28 أبريل ودخول فترة الكنة وتبدأ السرايات بالضعف والتلاشي إلى منتصف مايو، لتبدأ بعدها رياح البارح أو البوارح بالنشاط وهي رياح صيفية مشهورة عند أهل الجزيرة العربية. وخلال موسم السرايات تغرس الأشجار وتزرع اللوبياء، ويوجد فيه زرع الخضر الورقية، والباميا وفيه يسقط النبق المعروف محليا باسم (الكنار) ويقال عنه في الإمارات «إذا سقط الكنار تساوى الليل مع النهار».