غالية خوجة (دبي)
ماذا يعني أن نستذكر اللحظة الأولى من التأسيس؟ وأن نستعد لمزيد من الزمن الآتي؟
هذا ما أجابت عنه سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، في احتفالية هيئة دبي للثقافة والفنون بالذكرى العاشرة لتأسيسها في ندوة الثقافة والعلوم بدبي، صباح أمس، بحضور سموها، وعدد من الشخصيات الرسمية والثقافية والفنية والمهتمة، وبحضور محمد سعيد النابودة المدير بالإنابة لهيئة دبي للثقافة والفنون، وأعضاء الهيئة وحشد غفير من المهتمين، وذلك انطلاقاً من وثيقة العهد لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي.
وأكدت على مبادئ البيئة المستدامة للإبداع، وتأسيس نظام الحوكمة، والمرجعيات الأساسية والإبداعية في رسم المشهد الفني والثقافي للإمارات العربية المتحدة على المستوى المحلي والعربي والإقليمي والعالمي، لتظل دبي مدينة عالمية خلاقة مستدامة، وهذا ما أطلقته سموها كخطة استراتيجية متكاملة مع اليوبيل الذهبي لتأسيس الاتحاد (2021)، وذلك من خلال الوثيقة التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، انطلاقاً من مبادئه الثمانية: «الاتحاد هو الأساس، لا أحد فوق القانون، نحن عاصمة للاقتصاد، النمو له محركات ثلاثة، مجتمعنا له شخصية متفردة، لا نعتمد على مصدر واحد للحياة، أرض للمواهب، نفكر بالأجيال»، والتي كانت حاضرة من خلال شاشة إلكترونية وقعت عليها سمو الشيخة لطيفة بنت محمد، كما وقعت عليها جميع الشخصيات المحتفية والحضور.
وقالت سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم: «وفي ظل قيادته ورؤيته نرفع دائماً سقف طموحاتنا، لقد حققت الهيئة خلال السنوات العشر الماضية العديد من الإنجازات، تعددت بين دعم الفنانين الناشئين وإطلاق موسم دبي للفنون بكامل مكوناته، بالإضافة لتقديم الدعم والرعاية لمبادرة دبي العالمية، فعملنا بالتوازي على حفظ التراث المادي والمعنوي في دولة الإمارات العربية المتحدة، واستثمرنا في دعم القطاع الثقافي لأهميته في بناء مجتمع قوي، تشكل فيه ثقافة التسامح والانفتاح منطلقاً لعملنا.
وأضافت: في هذا السياق، يحق لنا الافتخار بإنجازنا لمتحف الاتحاد، وما يحمله من رمزية لمواطني دولة الإمارات والمقيمين، ولا يسعني هنا سوى التعبير عن سعادتي بإنجازات فريق العمل في الهيئة». وأكدت سموها: «لدينا هدف أساسي واحد هو سعادة أهل دبي، إنها أيضاً لمسؤولية كبيرة على عاتقنا أن نعمل جاهدين لتأخذ دبي المكانة الثقافية التي تستحقها كرائدة على الخريطة الثقافية الدولية إلى جانب جميع الصناعات».
واسترسلت سموها: «وأخيراً، أتمنى لكم جميعاً العمل بشكل جماعي كفريق واحد، وبهدف واحد، وأشجعكم على إطلاق العنان لإبداعاتكم، والدفع بإمكانياتكم لتحقيق هذه الرؤية، وإنجاز الكثير من النجاحات لتكون دبي الأولى دائماً».
واختتمت سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، قائلة: وأخيراً، أود أن أنتهز هذه الفرصة لأعاهد والدي وفاءً به صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بلسانكم جميعاً للمحافظة على المبادئ والأسس الثمانية في كل ما نقوم به في تعزيز دور الثقافة في رفع اسم إمارة دبي ودولة الإمارات العربية المتحدة لأعلى المراتب في المحافل الدولية».
هذا ما أكدته كلمة سعيد النابودة المدير العام بالإنابة لهيئة دبي للثقافة والفنون على أن المبادئ الثمانية لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، هي المرجعيات الأساسية لخطة دبي الشاملة، وتعزيز دبي مدينة عالمية تسهم في رسم المشهد الثقافي والفني ضمن قطاعاتها في التراث، والفنون «سكة للفنون»، والآداب، والتفكير بالأجيال، وتمكين تلك القطاعات لتحقيق سعادة المجتمع، من خلال الشراكات والتطلع إلى المستقبل، وتطوير البيئة الإبداعية، ضمن منظومة القيم الحضارية وهي ذاتها وثيقة حاكم دبي، ومنهجية الإمارات العربية المتحدة، وذلك من أجل الاستمرار في الريادة والإبداع، وهي منهجية قيادتنا الحكيمة، لنضيف التفاعل الاجتماعي لخطة ورؤية عام 2021.
وقال النابودة «الاتحاد»: إن الثقافة موجودة عبْر التاريخ في الإمارات، وهذه ليست البداية لأن الثقافة سيرة مستدامة تفكر بالأجيال القديمة، والأجيال المعاصرة، والأجيال القادمة.
ثم قدم أوبريت «رحلة الإبداع» بأربع لوحات فنية شعرية راقصة، موروثة وحديثة، من أشعار شاعر الوطن علي الخوار، وموسيقا الفنان والملحن عادل عبدالله، وقدمت الأوبريت فرقة إنانا بقيادة وإخراج جهاد مفلح، وجهود مؤسسها ورئيسها التنفيذي محمد تيم.واختتمت الاحتفالية بتوزيع كتاب بهذه المناسبة بعنوان «بالثقافة تتواصل العقول»، ثم بتكريم سعادة سعيد النابودة للفائزين بجائزة الريادة، في فئاتها المختلفة.