الإثنين 11 أغسطس 2025 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
الأخبار العالمية

الصين تدعو أميركا للاتحاد في مواجهة «كورونا»

الصين تدعو أميركا للاتحاد في مواجهة «كورونا»
28 مارس 2020 00:15

باريس (أ ف ب)

يواصل فيروس كورونا المستجد الذي ظهر في آسيا في ديسمبر وتفشى بقوة في أوروبا، انتشاره السريع والواسع في الولايات المتحدة، وهو ما دفع الرئيس الصيني شي جين بينغ للدعوة إلى اتحاد واشنطن وبكين لمكافحة الوباء الذي أودى بنحو 25 ألف شخص حول العالم.
وأكد الرئيس الصيني خلال مكالمة هاتفية مع نظيره الأميركي دونالد ترامب أنه على بلديهما «الاتحاد لمكافحة» وباء كوفيد-19، مؤكداً أن «الصين مستعدة لمواصلة تبادل المعلومات والخبرات مع الولايات المتحدة من دون تحفظ».
وجاء الاتصال بعد أسابيع من السجالات بين بكين وواشنطن، إذ ألمح مسؤول صيني إلى أن مصدر الفيروس قد يكون أميركياً، بينما يكرر ترامب والمقربون منه أن الفيروس «صيني»، ويعربون عن استيائهم حيال عدم اطلاعهم بدقة على درجة خطورته.
ويأتي ذلك، بينما أفادت مصادر رسمية بأنه حتى الساعة 11,00 بتوقيت جرينتش أمس، أودى كوفيد-19 بحياة ما لا يقل عن 24663 شخصاً حول العالم منذ ظهوره في ديسمبر في الصين.
وحسب الحصيلة نفسها تم تشخيص إصابة أكثر من 539 ألفاً و360 شخصاً رسميا بالفيروس في 183 بلداً في العالم، لكن هذا العدد لا يعكس الحجم الحقيقي لانتشار المرض، إذ إن عدداً من الدول لم يعد يجري تحاليل سوى للذين يحتاجون إلى دخول المستشفيات.
وأدى وباء كوفيد-19 إلى توقف النشاط في عدد من القطاعات الاقتصادية، وأجبر ثلاثة مليارات نسمة في العالم على البقاء في منازلهم.
وبينما أطلقت دول عدة برامج إنقاذ على المستوى الوطني، تعهّد قادة بلدان مجموعة العشرين، أمس الأول، خلال قمتهم التي عقدت بالفيديو برئاسة المملكة العربية السعودية بضخ خمسة تريليونات دولار لدعم الاقتصاد العالمي المهدد بالوباء.
وما زالت أوروبا مركز المرض بعدما تم تشخيص نحو 275 ألف إصابة رسمياً، لكن الولايات المتحدة في طريقها على ما يبدو لتجاوز هذا العدد.
وأصبحت الولايات المتحدة، أمس، على رأس الدول المتضررة من الفيروس، بعد تسجيل أكثر من 83 ألف إصابة فيها، أي أكثر من عدد الإصابات في الصين، التي سجلت 81 ألفاً، ومن إيطاليا التي يوجد بها 80 ألف إصابة. وقد ذكرت تقارير إن عدد الوفيات بسبب الفيروس في الولايات المتحدة في يوم واحد بلغ
354 وفاة بالإضافة إلى 18 ألف إصابة.
وفي الوقت نفسه، ذكرت وسائل الإعلام الأميركية أن عدد المصابين بكورونا على متن حاملة الطائرات الأميركية تيودور روزفلت ارتفع إلى 23 على الأقل من أصل خمسة آلاف شخص على متنها، موضحة أن السلطات تنوي عزل الطاقم في أحد المرافئ. وأوضح قائد العمليات البحرية مايكل جيلداي أن أياً من المصابين لم ينقل إلى المستشفى، وليسوا في وضع خطير.
وعلى صعيد الوفيات، تحل إيطاليا في الطليعة بأكثر من 9 آلاف وفاة، حيث أعلنت أمس تسجيل ما يقرب من ألف وفاة خلال 24 ساعة، وهي حصيلة قياسية في البلاد والعالم، بحسب الأرقام الرسمية للدفاع المدني.
وتأتي في المرتبة الثانية إسبانيا، حيث سجلت 769 وفاة خلال الساعات الـ24 الأخيرة، في عدد قياسي جديد، لترتفع الحصيلة إلى 4858، بينما بلغ عدد الإصابات المؤكدة رسمياً 64 ألفاً و59 بزيادة 7800 خلال 24 ساعة.
وتأتي بعد ذلك الصين، بواقع 3287 وفاة، بينما بلغ عدد الوفيات في الولايات المتحدة 1201 حتى مساء أمس الأول، وتحتل المرتبة السادسة بعد إيران التي أعلنت أمس وفاة 144 مصاباً لترتفع الحصيلة فيها إلى 2378.
وبدوره، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بعد اتصال هاتفي مع نظيره الأميركي دونالد ترامب مساء أمس الأول، أنهما يستعدان لإطلاق «مبادرة جديدة مهمة» لمواجهة الوباء.
وكتب ماكرون في تغريدة أنه أجرى «محادثة جيدة» مع ترامب، موضحاً أنه «في مواجهة الأزمة نستعد في الأيام المقبلة لمبادرة جديدة مهمة» بدون أن يضيف أي تفاصيل.
لم يتحدث البيت الأبيض من جهته عن أي مبادرة. لكنه قال إن رئيسي البلدين اتفقا على «أهمية التعاون بشكل وثيق عبر مجموعة السبع ومجموعة العشرين والدول الخمس دائمة العضوية» في مجلس الأمن الدولي.
وبينما كان هؤلاء القادة يناقشون كيفية معالجة الاقتصاد العالمي، استمرت التعبئة لوقف انتشار المرض عبر إجراءات جديدة من عزل ومنع للتجول ومبادرات أخرى مثل الإفراج عن سجناء للحد من انتقال العدوى. وأعلنت جنوب إفريقيا التي كانت آخر بلد يفرض العزل أمس الأول، عن وفاة اثنين من المصابين بالفيروس. وسجل أكبر بلد صناعي في إفريقيا يضم 57 مليون نسمة، العدد الأكبر من الإصابات في القارة، بلغ 927 إصابة.
وأوضح الرئيس سيريل رامافوزا أن الأمر يهدف إلى «منع وقوع كارثة إنسانية أبعادها هائلة».
وأضاف رئيس الدولة الذي ظهر مرتدياً بزة عسكرية خلال تفقده وحدة عسكرية تستعد للانتشار لفرض احترام العزل «أنتم هنا لمحاربة عدو غير مرئي، وننتظر منكم الخروج إلى الشوارع للدفاع عن الشعب ضد الفيروس».
ورأى ديتيبوغو كونياتي الذي يعمل طيارا مدنيا أن «الطبقتين الوسطى والعليا ستحترمان العزل». وأضاف «لكنني لا أعتقد أن الأكثر فقرا يستطيعون احترام التباعد الجسدي. الأمر أشد قسوة في الأحياء الفقيرة لأنهم يتقاسمون المراحيض».
في جميع أنحاء إفريقيا واصل الفيروس انتشاره بسرعة مقلقة وارتفع عدد الإصابات إلى 2700، وعدد الوفيات إلى 73 على الأقل.
وفي سنغافورة، باتت السلطات تهدد بالسجن ستة أشهر لمن لا يحترم مسافة الأمان المفروضة بين الأشخاص.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©