حسام عبدالنبي (دبي)
«القراءة بالنسبة لي ليست وسيلة للثقافة فقط بل غذاء للروح، والكتاب خير رفيق سواء في السفر أو في أوقات الفراغ».. هكذا بدأ محمد علي مصبح النعيمي، رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة رأس الخيمة، حديثه لـ«الاتحاد» عن مارس شهر القراءة، مقترحاً أن تتبنى المؤسسات الحكومية والدوائر المحلية والشركات الخاصة مبادرة للتشجيع على القراءة تقوم على اختيار كتاب كل شهر تتم قراءته، ويقوم أحد الموظفين باستعراض ما خرج به من نتائج وتجربة إيجابية لقراءة هذا الكتاب، بحيث يستفيد الجميع من أكبر قدر من المعرفة مع تخصيص مكافأة شهرية للملتزمين بهذا النهج.
مطالعة متنوعة
يرى النعيمي أن القراءة والكتابة وجهان لعملة العلم والثقافة والحضارة، فلولاهما لما كان هناك تراث فكري ولا تطور حضاري، ولولاهما لما تمكن العالم من انتقال المعارف والعلوم والأدب والأخبار من مكان إلى آخر، مؤكداً أنه لا شيء من الممكن أن يغذي العقل أكثر من القراءة ومطالعة الكتب الثقافية، التي تزيد من معدل ذكاء الإنسان وقدرته على التفكير السليم والتحليل المنطقي.
وينصح النعيمي أي فرد في المجتمع بأن يحرص على ألا تقتصر قراءاته على نوعية من الكتب دون أخرى وأن يحرص على مطالعة وقراءة العديد من الكتب والثقافات سواء الورقية أو عبر الإنترنت، مشدداً على أن القراءة تعد من أوسع الأبواب التي تُسهم في إثراء المعرفة، فكلما كان الإنسان أكثر قراءة، كلما كان أكثر ثقافة وأوسع اطلاعاً.
ويقول إنه يحرص على قراءة الكتب الدينية، كتب التاريخ، كتب الفلسفة، القصص والروايات، كتب التنمية البشرية والتطوير، وكتب المال والأعمال والتجارة الحرة، كما أن للكتب السياسية نصيباً وافراً لدي من القراءة والاطلاع، مشيراً إلى أهمية القراءة لجميع أفراد المجتمع وخاصة رجل الأعمال الناجح، فهي غذاء الروح والسبيل للوصول إلى المعرفة وتحقيق نتائج أفضل سواء على صعيد سوق العمل أو من ناحية التعامل مع الجانب الإنساني والمجتمعي.
عظيم الأثر
وحول أهم الكتب التي قام بمطالعتها وكان لها بالغ الأثر في حياته العملية وقراراته، قال النعيمي: إنني مغرم بشغف القراءة منذ الصغر وكان الكتاب دائماً رفيق سفري، فما من كتاب تناول سيرة ومسيرة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وكذلك سيرة الشيخ راشد بن سعيد بن مكتوم آل مكتوم، والشيخ سلطان بن سالم القاسمي، إلا وحرصت على قراءته، لما تحمله هذه الكتب من دروس وعظة نتعلم منها الكثير.
ويستكمل: كذلك أقرأ كتب التاريخ عن حياة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وسيرة الصحابة الكرام، وإصدارات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بدءاً من «ومضات من حكمة»، مروراً بكتاب «القائدان البطلان»، وكتاب «تأملات في السعادة والإيجابية»، وكتاب «زايد»، و«قصتي: 50 قصة في خمسين عاماً».
وتابع: كما أن هناك كتاب «سليل القواسم الأمجاد: الشيخ سعود بن صقر القاسمي»، وعلى المستوى العربي فما زلت محتفظاً بكتاب «شخصية مصر دراسة في عبقرية المكان» للكاتب جمال حمدان وأجمل ما كتب عن مصر، كما أتذكر أيضاً وبحكم حبي وعشقي للسفر، كتاب «حول العالم في 200 يوم» للكاتب أنيس منصور.
الانشغال بالعمل
وردّاً على ما يردده البعض من أن مهام ومسؤوليات رجال الأعمال كثيراً ما تمنعهم من المواظبة على القراءة بالشكل الكافي، بسبب ضيق الوقت وضغوط العمل، دعا النعيمي، إلى استثمار الوقت وإيجاد ولو ساعة يومياً للقراءة، فالإنسان منا إذا أراد أن ينمي عقله ويصنع من نفسه إنساناً مبدعاً فلا بد من أن يقتطع من وقته على مدار اليوم وقتاً يخصصه للقراءة، موضحاً أنه «ما من رحلة سفر وما أكثرها إلا وكان الكتاب رفيقي في سفري وترحالي، فلا ننسى أن وسائل القراءة الحديثة سهلت حمل الكتب معنا أينما كنا، فتستطيع أن تقرأ وكأنك تتصفح هاتفك الجوال في أي مكان»، منبهاً إلى ضرورة الحرص الدائم على أن نحمل كتاباً معنا، حتى إذا لم نقرأه لا يهم فسيذكّرنا دائماً ويثير فضولنا، وليضع كل منا لنفسه هدفاً وهو قراءة كتابين في الشهر مثلاً أو عشرين كتاباً في السنة أو أقل.
وبسؤاله عن حرصه مع أفراد أسرته الصغيرة على القراءة والاطلاع، ونصائحه لجيل الشباب، يقول: لابد وأن يعود كل منا أبناءه وأهل بيته على القراءة باعتبارها من أعظم متع الحياة، فهي تعينهم على تحسن قدرتهم على التركيز، وتثريهم لغوياً.
الثقافة المالية
«الثقافة المالية أصبحت من الأفكار المهمة في الحياة العادية، لذلك تهتم العديد من دول العالم في دعم المناهج الدراسية المعنية بتدريس معلومات حول الثقافة المالية في مرحلة المدرسة»، هذا هو مفهوم النعيمي عن غياب الثقافة المالية لدى الكثير من أفراد المجتمع، معتبراً أن تضمين المناهج الدراسية بمعلومات حول الثقافة المالية أفضل الوسائل لزيادة الوعي عند الطلاب والأجيال الجديدة، مما يساعدهم في توجيه سلوكهم الاستهلاكي بأسلوب صحيح.