عبدالله القواسمة (أبوظبي)
يكمل الألماني وينفريد شايفر، المدير الفني لبني ياس، اليوم عامه السبعين، وهو المدرب الأكبر سناً في دوري الخليج العربي، في وقت يسعى فيه للحفاظ على لقبه كسفير فوق العادة لكرة القدم الألمانية العريقة الزاخرة بالمنجزات.
وقضى شايفر ما يقرب من أربعة عقود في مهنة التدريب، متنقلاً خلالها بين ثلاث قارات هي أوروبا وإفريقيا وآسيا، فيما يعتبر أكبر مدرب سناً يتولى قيادة بني ياس في عهد الاحتراف وفي عمر الـ69.
وبدأ شايفر المخضرم مشواره التدريبي مع نادي كارلسروه الألماني، بعدما قاده على مدار 12 عاماً، وبالتحديد من عام 1986 وحتى 1998، إذ كان هذا النادي حديث الساحة الأوروبية، بفضل النتائج التي يسطرها على الصعيدين المحلي والأوروبي، حيث اعتبر أحد الفرق المزعجة للأندية العريقة الأخرى، وتكفي الإشارة هنا إلى أن جماهير كارلسروه ما زالت تحمل ذكرى جميلة لا تنسى مع شايفر الذي صنع «ريمونتادا» تاريخية في بطولة كأس الاتحاد الأوروبي موسم 1993-1994، إذ خسر فريقه ذهاباً بنتيجة 1-3 على أرض فالنسيا، قبل أن يرد الفريق الألماني بانتفاضة تاريخية في مباراة الإياب التي أنهاها لصالحه بنتيجة 7-0.
ورفض شايفر الانصياع لعواطفه وارتباطه الوثيق مع نادي كارلسروه، رغم السنوات الطويلة التي قضاها معه، إذ سرعان ما غادر ألمانيا كلها للعمل أولاً مع منتخب الكاميرون ليقوده إلى الفوز بلقب كأس الأمم الإفريقية عام 2002، وهو اللقب الذي وضع شايفر على لائحة أفضل المدربين العاملين على الساحة العالمية حينها، لتتجه الأنظار بعد أعوام قليلة صوب دبي لقيادة النادي الأهلي «قبل الدمج» للفوز بلقب الدوري بعد غياب طويل، وبالتحديد في موسم 2005-2006، قبل أن ينتقل بعدها إلى العين وينجح في قيادة «الزعيم» إلى لقبي كأس رئيس الدولة وكأس الخليج العربي، ليودع الإمارات في شهر ديسمبر من عام 2009، وينطلق بعدها في رحلة أخرى درب خلالها منتخبي تايلاند وجامايكا، ثم الاستقلال الإيراني، استمرت لعشرة أعوام، حيث أبت دروب المهنة إلا أن تعيده إلى الإمارات مديراً فنياً لبني ياس.
ورغم ابتعاده طيلة هذه السنوات عن العمل في ألمانيا، فإن صحافة بلاده أبدت اهتماماً كبيراً بشايفر خلال الأيام الماضية مع قرب احتفاله بعيد ميلاده الـ 70، كما نقلت تصريحات خاصة للمدرب أكد فيها أنه يشعر بالدهشة لبلوغ العقد السابع بهذه السرعة، رافضاً التفكير في اعتزال مهنة التدريب، كونه لا يزال يشعر بالحيوية والشباب والراحة الكبيرة، جراء مزاولة هذا العمل اليومي. الجدير بالذكر أن شايفر كان أحد الذين ساهموا في بروز جيل ذهبي لكرة القدم الألمانية، ضم أسماء لامعة ما زالت إبداعاتها عالقة في ذاكرة الجماهير، كأوليفر كان وجينس نوفوتني، أوليفر كروزر، مايكل ستيرنكوف ومحمد شول والذين يدينون بالفضل إلى شايفر في بزوغ نجمهم الكروي، وهو ما يسعى إلى تكراره حالياً مع بني ياس الذي يضم تشكيلة تعتبر الأصغر سناً في دوري الخليج العربي حالياً.
