أسماء الحسيني (القاهرة، الخرطوم)
بحث الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، خلال استقباله النائب الأول لرئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي)، أمس، سبل تعزيز العلاقات التاريخية بين مصر والسودان، إضافة إلى العديد من الملفات، ومن بينها ملف سد النهضة الإثيوبي. وقال بسام راضي، المتحدث باسم الرئاسة المصرية، إن السيسي، أكد خلال اللقاء، أن سياسة مصر دائماً كانت سنداً ودعماً للسودان، خاصة خلال المرحلة الانتقالية الحساسة الراهنة، كما شهد اللقاء استعراضاً لتطورات ملف سد النهضة، في ضوء ما انتهت إليه المفاوضات في واشنطن من اتفاق تم التوقيع عليه بالأحرف الأولى من قبل مصر.
ومن جانبه، أشاد حميدتي بالمساندة المصرية الصادقة والحثيثة للمحافظة على سلامة واستقرار السودان في ظل المنعطف التاريخي المهم الذي يمر به، معرباً عن سعادته البالغة بزيارة مصر الشقيقة، قائلاً إن العلاقات مع مصر علاقات أزلية وأخوية، ونحن أهل، وننظر إلى هذه العلاقات على أنها علاقات تاريخية وأزلية، ولا مفر منها.
وشدد حميدتي على أن السيسي داعم للشعب السوداني، وداعم للتغيير الذي حدث في السودان، وهو مع السودان في الصغيرة والكبيرة، حسب الوعد الذي سمعناه منه، ودائماً هو سباق لدعم الشعب السوداني.
وأكد النائب الأول لرئيس مجلس السيادة السوداني أن السودان جزء من ملف سد النهضة، وسيكون وسيطاً بين الأشقاء، لتقريب وجهات النظر، والوصول إلى اتفاق بشأنه. وقال إن المفاوضات الخاصة بسد النهضة بدأت منذ زمن طويل، والآن وصلت الأطراف إلى النهايات. وأوضح أنه بعد زيارة الوفد المصري الأخيرة للسودان، جرى تسليم ملف سد النهضة إلى رئيس مجلس الوزراء السوداني، وهي مسؤوليته الآن، معرباً عن أمله في التوصل إلى اتفاق لا ضرر فيه ولا ضرار لكل الأطراف.
وحول مستقبل السلام في السودان في ظل تمسك بعض الحركات بموقفها في التفاوض، قال حميدتي: «قطعنا شوطاً في مفاوضات السلام، ووقعنا اتفاق مسار الشمال، ومسار الوسط، ومسار الشرق، والآن نسير في مسار منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، ووصلنا إلى نهايات التفاوض فيهما، وسنوقع الاتفاق النهائي بشأنهما في الأيام المقبلة، وكذلك مسار دارفور أنجزنا فيه 80% من القضايا، ونبحث الآن الترتيبات الأمنية».
واعترف حميدتي بأن هناك بعض العقبات في مسار المنطقتين مع الحركة الشعبية لتحرير السودان جناح عبدالعزيز الحلو، ولكنه أكد: «سنصل إلى وفاق، وسنتجاوز الخلافات في وجهات النظر»، مشيراً إلى أنه لم تكن هناك ثقة من جانب حركة الحلو تجاه النظام السابق، وتعرضت للظلم، ولكن الآن نستعيد الثقة، ونتفاءل خيراً.
وقال حميدتي: «إن عبدالعزيز الحلو رجل وطني، وإن شاء الله سيعود إلى طاولة التفاوض، والتفاوض مستمر رغم الخلافات بشأن العلمانية، وفصل الدين عن الدولة، لكن سنصل إلى اتفاق في إطار القوانين وحرية الأديان». وكان النائب الأول لرئيس مجلس السيادة السوداني قد التقى مساء أمس الأول في مقر إقامته بالقاهرة وفداً من أبناء الجالية السودانية في مصر، ورحب وفد الجالية خلال اللقاء بالزيارة التي اعتبرها تاريخية ومهمة، وجاءت في وقت مناسب، لدعم العلاقات المتينة بين البلدين الشقيقين. وتحدث وفد الجالية عن هموم أبناء الجالية السودانية في مصر، ووعد النائب الأول بحل مشكلات أبناء الجالية، خاصة العالقين في المعابر الحدودية بين مصر والسودان بعد أزمة «كورونا»، كما تحدث حميدتي عن فرص الاستثمار وآفاق السلام في السودان.
وفي الوقت ذاته، اجتمع عضو مجلس السيادة السوداني محمد الفكي سليمان مع حكومة الولاية الشمالية في معبر أشكيت الحدودي مع مصر، لتسهيل دخول السودانيين العالقين على الحدود.
يأتي ذلك في وقت قررت السلطات السودانية، أمس، وقف الأعمال القنصلية، كما قررت رئيسة القضاء وقف العمل جزئياً في المحاكم، وذلك عقب تعليق الدراسة في جميع المراحل لمدة شهر. كما قررت وزيرة الشباب والرياضة منح إجازة مفتوحة للعاملين بالوزارة تفادياً لمرض «الكورونا».