بسام عبدالسميع (أبوظبي)
كشف محمد عبد القادر الرمحي، مدير إدارة الأصول والخدمات الفنية المساندة في شركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر»، أمس، خلال اختتام مؤتمر مشاريع تحلية المياه في أبوظبي، عن نجاح تقنيات مصدر في خفض استهلاك الطاقة وكلفة التحلية 15%، مشيراً إلى مشاركة تقنية مصدر في عطاءات مشروعين قيد التطوير لتحلية المياه في سويحان بأبوظبي وأم القيوين بقدرة إنتاجية إجمالية 350 مليون جالون يومي، منها 200 مليون جالون يومي لمحطة أبوظبي و150 مليون جالون لمحطة أم القيوين واللتين من المتوقع دخولهما الخدمة خلال عامين.
واستعرض الرمحي خيارات تحلية المياه باستخدام الطاقة المتجددة في الإمارات، موضحاً أن تقنيات مصدر صديقة للبيئة، ما يعزز خفض البصمة الكربونية التي تبلغ نسبتها 22% من الكربون المنبعث من تحلية المياه بالطاقة الحرارية في الإمارات.
وأضاف أن «مصدر» تعمل ضمن منظومة «مبادلة للاستثمار» في المشاريع الكبرى ذات النطاق الخدمي الكبير، بينما تحتفظ «مصدر» بدورها في التركيز على التنمية المستدامة، وعلى المشاريع التي توفر تحلية المياه، على نطاق صغير، والتي يتم تزويدها بالكامل من مصادر الطاقة المتجددة.
وأكد الرمحي، أن تحلية مياه البحر بالطاقة الشمسية باستخدام تقنيات التناضح العكسي تمثل حلاً مستداماً، ينطوي على مزايا تجارية وتكلفة منخفضة، موضحاً أن إعلان «مصدر» نتائج برنامجها التجريبي لتحلية المياه بالاعتماد على الطاقة المتجددة في منطقة غنتوت بالعاصمة أبوظبي، ساهم في تحديد خريطة طريق مشاريع تحلية المياه بالعالم.
وتعتبر «مصدر»، التي تأسست في عام 2006، شركة عالمية رائدة في مجالَي الطاقة المتجددة والتطوير العمراني المستدام، وتهدف الشركة إلى المساهمة في ترسيخ الدور الريادي لدولة الإمارات ضمن قطاع الطاقة العالمي، إلى جانب دعم تنويع مصادر الاقتصاد والطاقة فيها بما يعود بالنفع على الأجيال القادمة.
كما تقوم «مصدر» بتطوير مشاريع طاقة متجددة ذات جدوى تجارية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والأسواق العالمية، ودعم الابتكار في مجال التكنولوجيا النظيفة، فضلاً عن كونها تبني إحدى أكثر مدن العالم استدامة، وتوفر منصات تتخصص في المعرفة والأعمال لتحفيز المزيد من النمو في قطاع الطاقة المتجددة والتقنيات النظيفة، وبالتالي خلق مصادر إيرادات جديدة لدولة الإمارات على المدى الطويل.
وتدعم «مصدر»، المملوكة بالكامل لشركة «مبادلة للاستثمار»، جهود الإمارات لبناء اقتصاد المعرفة.
وقال الرمحي: «إن مصدر لا تعمل في إنتاج المياه بشكل مباشر وهي مطور ومستثمر يقوم بدور فعال في مجال التنمية المستدامة، وتعد المياه أحد الأعمدة المهمة في التنمية المستدامة»، لافتاً إلى إطلاق مصدر في العام 2015، برنامجاً تجريبياً فريداً من نوعه لصناعة تحلية المياه الغشائية، حيث تم استقطاب كبرى الشركات العالمية وتم توقيع شراكة استراتيجية لتمويل وتطوير 5 مشاريع استراتيجية في مجال تحلية المياه في منطقة غنتوت.
وتابع: «خلال عامين تمت تجربة الأنظمة حسب البيئة المناخية ومياه الخليج العربي، ونجحت مصدر في خلق قطاع جديد لتحلية المياه الغشائية اعتماداً على تقنية التناضح العكسي بتقنيات حديثة تعتمد على الطاقة المتجددة»، مضيفاً أن «مصدر» تركز على الاستثمار والمساهمة في تطوير مشاريع مبتكرة تشمل محطات ضخمة على مستوى المرافق الخدمية، ومشاريع مصغرة خارج الشبكة، ونظم طاقة شمسية للمنازل.
وأفاد بأن مصدر تبحث عن مشاريع استثمارية للمياه وأفضل طرق للاستثمار محلياً أو خارجياً، منوهاً إلى أن أهم التحديات يتمثل في الابتعاد عن التحلية الحرارية وبسبب تنوع مصادر الطاقة هناك ضرورة حتمية لفصل صناعة تحلية المياه عن صناعة إنتاج الطاقة، مطالباً بتوجه استراتيجي إلى التقنية الغشائية لإنتاج المياه بدلاً عن التحلية الحرارية التقليدية. وتناول المؤتمر في يومه الثاني الترشيح الفائق المتكامل للمياه، ما بعد التقنيات الحالية، وفرص مشروعات تحلية المياه المتاحة في الكويت، وتقنية تعويم الهواء المذاب كمعالجة أولية لتحلية مياه البحر، والاختلافات العملية في إنشاء مشاريع تحلية المياه المستقلة، وتقنية التناضح العكسي للتحلية المطورة للمياه، إضافة إلى نظرة على حالة البنية التحتية لمشاريع المياه في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
كما استعرض المشاركون في المؤتمر، إحلال البنية التحتية المتقادمة من خلال نماذج أعمال التمويل والتكنولوجية المبتكرة، ونشر حلول التحلية الاقتصادية لمواكبة متطلبات المستقبل، وتعظيم مصادر المياه في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بحلول 2050، ومحطات تحلية المياه العاملة بالطاقة الشمسية، إضافة إلى تقديم لمحة عن تقنيات تحلية المياه المختلفة، وأحدث تصاميم المشروعات الجديدة، واستخدام حلول أنظمة الأنابيب البلاستيكية.