محمد سيد أحمد (أبوظبي)
لم تكن معانقة ميكا همبلتون لأول ذهبية في الألعاب العالمية للأولمبياد الخاص، ضمن بطولة مبادلة للترايثلون العالمية، ليرفرف علم الدولة بكل فخر واعتزاز، وليد الصدفة أو بضربة حظ، بل ثمرة جهود وتحضير استمر لفترة طويلة ورعاية تكاملت فيها الجهود بين أسرته التي أشبعت هوايته الرياضية في الجري ورياضة الدرجات الهوائية منذ نعومة أظافره، ثم تكاملت الجهود بالإعداد الجيد استعداداً للألعاب العالمي الذي تعهده بالإعداد المميز على مدار الـ9 أشهر الماضية، لتكون الثمار بقدر الجهد المبذول. ويمتلك ميكا (16 عاماً) موهبة خاصة في الجري والدرجات الهوائية، منذ مرحلة مبكرة من عمره، جعلت مدربه في الطفولة يتوقع له مستقبلاً رياضياً مشرقاً عندما أخبر أسرته بأنه يملك موهبة عالية ونصحها الاهتمام به ودعمه عندما يمارس هاتين الرياضتين لأنه يتوقع له نجومية كبيرة عندما يقوى عوده.
وبالفعل عملت أسرته بالنصيحة، حيث ظل ميكا يمارس الرياضة بجانب الدراسة، ليأتي أمس الأول، ويحقق رقماً مميزاً عندما أنهى مسافة السباق التي بلغت 750 متر سباحة، 20 كلم سباق دراجات هوائية و2.5 كلم جرياً، في زمن قدره 1:14:27 ساعة، ليحقق بذلك أفضل زمن بين الفئات الأربع لأصحاب الهمم في منافسات الترايثلون. وكشف طلال الهاشمي، المدير الوطني للأولمبياد الخاص، أن ميكا انتظم في برنامج (الإمارات جول) منذ عامين، حيث بدأ بكرة القدم ثم السلة، قبل أن يختار الترايثلون الذي مكنته خلفيته في السباحة والجري من التفوق فيه، وقد بدأت ملامح تفوقه في هذه الرياضة خلال فترة التحضير الطويلة، ليكون في قمة الجاهزية خلال هذه البطولة ولم يخيب التوقعات، ليهدي الإمارات أول ذهبية في الأولمبياد الخاص، وبتوقيت مساوٍ لما يحققه الأسوياء. من جهتها، قالت مدربته الجنوب أفريقية دبي شرايبا إن التدريب ساعد ميكا على تجاوز الرهبة من السباحة ليحقق انطلاقة جيدة في البطولة، وأوضحت أنه تدرب بشكل مكثف على فترتين صباحية ومسائية في الأشهر الماضية ليكون جاهزاً لمعانقة الإنجاز، وقالت: أكثر ما يميز شخصيته روح التحدي والإصرار التي يمتلكها لتحقيق أهدافه، فضلاً عن قدراته الكبيرة كرياضي.
يذكر أن ميكا يواصل تعليمه الأكاديمي في المنزل عبر مدرس خاص ويكمل هذا الصيف الصف الـ11 «ثانوي»، وقد لعبت الرياضة وحبه لها دوراً مهماً في تحصيله الأكاديمي، هذا فضلاً انفتاحه على المجتمع والذي ظهر بوضوح عقب تتويجه من خلال تجاوبه مع الجمهور الذي حرص على التقاط الصور التذكارية معه.
