عصام أبو القاسم (الشارقة)
اختتمت مساء أمس، فعاليات الدورة الـ30 من أيام الشارقة المسرحية، التظاهرة التي يرعاها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وأعرق مهرجان مسرحي ليس في الدولة فحسب، وإنما في المنطقة، وخلال العقود الثلاثة الماضية قدم المهرجان المئات من الفنانين، علاوة على الندوات والمنشورات والورش التدريبية. ولطالما وصف المسرحيون الإماراتيون، من مختلف الأجيال، هذا المهرجان بـ«المدرسة»، و«الأكاديمية»، للإشارة إلى الدور المهم الذي لعبه في صقل مهاراتهم، وإبرازهم في المجال العام، وخاصة مع غياب المعاهد المسرحية المتخصصة في تدريس هذا الفن في الإمارات.
وبمناسبة إنجازها الدورة الـ30 استطلعت «الاتحاد» آراء مجموعة من الفنانين المحليين حول ما يعنيه استكمال «الأيام» عقدها الثالث.
الممثل والمنتج الفني أحمد الجسمي قال: أيام الشارقة المسرحية تترجم الاهتمام الكبير الذي يوليه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي للمسرح والمسرحيين، وللثقافة بشكل عام، باعتبارها رافعة مهمة لجهود التنمية والارتقاء في مختلف وجوه الحياة، وبفضل رعاية سموه والدعم اللامحدود، ظلت «الأيام» توالي دوراتها وتعزز مكانة المسرح والمسرحيين في الدولة. واليوم حين ننظر إلى المستوى الذي بلغه مسرحنا، نستطيع أن نرى كم هو كبير الدور الذي لعبته هذه الأيام في صقل الإمكانيات وتطوير القدرات، وفي إبراز المواهب وتكريم الرواد والاحتفاء بالمنجزات، حتى صار مسرحنا بكتّابها ومخرجيها وممثليها من أهم المسارح العربية.
وجدان الفنان والإنسان
الكاتب والممثل والمخرج عبدالله صالح، قال: أيام الشارقة هي مسرحنا، ولولاها ولولا دعم صاحب السمو حاكم الشارقة، لتركنا المسرح منذ زمان. الحمد لله شاركت في جميع دورات هذا المهرجان، حتى حين توقفت عملت مع الصديقين إبراهيم سالم وعمر غباش كل ما في وسعنا حتى تعود. وحين تسألني عن ثلاثينية أيام الشارقة المسرحية، لا أجد إلا أن أقول إنها ربتنا وعلمتنا وأكسبتنا علوم المسرح، وعرفتنا بأساتذة وأصدقاء عرب نعتز بهم، وخلقت ذاكرتنا الفنية، ولن أنسى أبداً كل اللحظات العاطفية التي مررت بها في كل دورات هذا المهرجان: حين أشارك الزملاء في عرض ما، بعد فترة تطول أو تقصر من البروفات والتحضيرات، وحين أفوز بجائزة، وعندما لا أفوز، كل ذلك جزء مهم من وجداني كفنان وإنسان.. أيام الشارقة المسرحية فتحت لنا الآفاق وقدمتنا للعالم العربي، وأتاحت لنا فرص اللقاء بخبراء، وزودتنا بالمعارف والخبرات عبر ما تنشره من كتب وما تنظمه من مسابقات للكتابة المسرحية.. «الأيام» هي كل ذلك وأكثر.
تحفيز على الإبداع
المخرج أحمد الأنصاري قال: قدمت لنا أيام الشارقة المسرحية الدعم والرعاية، واحتضنت تجاربنا وحفزتنا على الإبداع، وفي كل سنة كانت تأتي بجديدها من الرؤى الإخراجية، والطاقات التمثيلية، وحتى الجمهور صنعته أيام الشارقة المسرحية. ووصول المهرجان للدورة 30، هو مؤشر على التأثير المستمر، كما أنه دليل على الجدية والالتزام. وبالنسبة لي قدمت العديد من العروض في الدورات المتعددة لهذا المهرجان، وتلقيت آراء وانطباعات مهمة عما قدمته، كما تعرفت على تجارب للمسرحيين الآخرين، وكل ذلك بلاشك أثر في تجربتي بطريقة أو أخرى كمخرج ومتفرج. وأتطلع إلى أن أرى أيام الشارقة المسرحية دائماً متقدمة ومتطورة.
مدرسة الفن الرصين
المخرج والممثل علي جمال قال: لولا «الأيام» ودعم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، لما كانت للمسرح الإماراتي هذه المكانة، ربما كان سيتراجع حضوره كثيراً لولا عناية سموه. وفي تقديري أن أيام الشارقة المسرحية هي المدرسة التي تعلم وتخرج فيها جميع المشتغلين بالمسرح في الدولة، حتى أولئك الذين درسوا في الخارج، وتخصصوا أكاديميّاً في هذا الفن، عادوا ليختبروا معارفهم على خشبة هذا المهرجان، وتعلموا من تجاربه الحية المزيد من المفاهيم والمعارف.. لقد تعلمنا كلنا من «الأيام» ما معنى الالتزام وما معنى الفن الرصين وما معنى عناصر العرض المسرحي.. تعلمنا كل شيء عن المسرح عبر هذا المهرجان. ولقد مرت 30 دورة من أيام الشارقة المسرحية، ونحن ما زلنا نمضي في طريق المسرح، هذا الفن الذي سيبقى، متجدداً ومتغيراً، مع كل عصر، ومع كل جيل، وأيامنا المسرحية هي سجل لكل التجديدات في المضامين والأساليب، من كانوا في البدايات من المخرجين والممثلين، وغيرهم من صناع الفعل المسرحي، جاء بعدهم جيل، وهذا الجيل سيليه جيل آخر، وهكذا تستمر المسيرة. لقد أحببنا هذا الفن وظللنا أوفياء له، لأننا نجيده وسنبقى نعمل به.
حجر أساس
المخرج والممثل محمد العامري قال: «الأيام» هي حجر أساس أكاديمية الشارقة للفنون المسرحية، وهي المدرسة التي تعلمنا فيها أصول الفن المسرحي، والتقينا في فضاء ندواتها بالعديد من الفنانين العرب، وتعارفنا، وبنينا جسور التواصل وتبادلنا المعارف مع غيرنا. كل ذلك قدمته لنا أيام الشارقة المسرحية، التي أعدُّها محطة أساسية في حياة كل فنان مسرحي إماراتي، لقد تطور المسرح الإماراتي عبر خشبة «الأيام»، وذاع وانتشر وحاز المكانة والتقدير بفضلها.. وفي مرور ثلاثة عقود من مسيرة «الأيام»، ما يؤكد أهمية هذه التظاهرة وضرورتها وما يعكس أصالتها وعمق حضورها في مجتمعنا الثقافي.. ومهما قلنا فلن نقدر على وصف ما قدمته لنا أيام الشارقة المسرحية من دعم ورعاية، على مدار العقود الثلاثة الماضية.