أحمد عبدالعزيز (أبوظبي)
قالت نادية جبور مديرة مكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في أبوظبي، إن دولة الإمارات العربية المتحدة لها دور قيادي ورائد في مجال الإغاثة الإنسانية منذ إنشائها عام 1971، ويعتبر هذا الدور امتدادًا للإرث الذي بدأه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي كانت له أيادٍ بيضاء وتاريخ حافل بالعطاء والأعمال الإنسانية حول العالم، مشيرة إلى أن الإمارات لديها وعي وإدراك بالأزمات التي تعاني منها المنطقة، وتعمل على الاستجابة لتلك الأزمات بطرق متنوعة.
وأضافت في حوار مع الاتحاد: «خلال العقد الماضي تعددت أشكال الدعم الذي قدمته حكومة دولة الإمارات إلى مفوضية اللاجئين بهدف دعم اللاجئين والنازحين بفعل الصراعات والنزاعات، بما يشمل الاستجابة العاجلة للاحتياجات الإنسانية في حالات الطوارئ والمشاريع التنموية على حد سواء».
وأشارت إلى أن حصيلة إسهامات الحكومة الإماراتية لمفوضية اللاجئين خلال العقد الماضي بلغت ما يزيد عن 70 مليون دولار أميركي، القسم الأكبر منها تم تخصيصه عام 2018 لدعم مفوضية اللاجئين في اليمن «30 مليون دولار أميركي»، وتخفيف المعاناة عن أكثر من 3 ملايين نازح داخلياً، بالإضافة إلى ما يزيد عن 250 ألف لاجئ صومالي في اليمن، مضيفة: وفي ما يخص الأزمة السورية، تم تخصيص 7 ملايين دولار أميركي للاستجابة لاحتياجات اللاجئين السوريين في قطاعي الرعاية الصحية وخدمات المياه والصرف الصحي في كل من مخيم الزعتري والأزرق في الأردن عاميْ 2014 و2015.
ولفتت جبور إلى أنه تم تنفيذ مشروعات تنموية بدعم من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، من خلال صندوق المرأة اللاجئة، وبتنفيذ مؤسسة الهلال الأحمر الإماراتي، لصالح لاجئي جنوب السودان في أوغندا بمبلغ إجمالي وصل إلى 4,1 مليون دولار أميركي، خلال عاميْ 2017 و2018 لتوفير مستلزمات المأوى وإمدادات المياه، ودعم التعليم والتدريب المهني لتحسين سبل العيش، حيث استهدف قرابة 600 ألف شخص من المجتمع المحلي ومجتمع لاجئي جنوب السودان في أوغندا.
وأوضحت: «نذكر كذلك تمويل حكومة الإمارات والهلال الأحمر الإماراتي لمشروع مشترك مع مفوضية اللاجئين لإغاثة المتضررين من الفيضانات في باكستان عام 2010 بقيمة 3,9 مليون دولار أميركي».
إغاثة الروهينجا
وأضافت جبور: «كما قدمت دولة الإمارات دعما كبيراً للاجئين الروهينجا في بنجلاديش بقيمة إجمالية تزيد عن 3 ملايين دولار أميركي، فبمجرد اندلاع أزمة نزوحهم إلى بنجلاديش عام 2017 أقامت جسراً جوياً لنقل ما يزيد عن ألف طن متري من مواد الإغاثة، كالخيم والبطانيات ومستوعبات المياه انطلاقاً من مخزن المفوضية العالمي الكائن في دبي إلى بنجلاديش، ومن ثم قدّمت الدعم لعيادات التغذية الطارئة في مخيمات اللاجئين الروهينجا عام 2018». وقالت:«إننا نقدر الجهود الكريمة والشراكة القوية مع قرينة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، والمناصرة البارزة لدى مفوضية اللاجئين، ودورها في دعم اللاجئين في المنطقة وحول العالم، حيث تزيد مساهماتها الكريمة خلال الأعوام 2012 وحتى 2019 عن 25 مليون دولار أميركي، سواء بصفتها الشخصية، أو من خلال مؤسسة القلب الكبير، وتم تنفيذ مشروعات في مجالات التعليم والصحة وسبل كسب العيش وتمكين المرأة، واستفاد من تلك المشاريع ما يزيد عن مليون لاجئ ونازح في بنجلاديش والأردن والعراق، وغيرها من المناطق حول العالم».
شراكة قوية مع القطاع الخاص
أشارت نادية جبور إلى أن هناك علاقات شراكة قوية تربط المفوضية مع عدد كبير من مؤسسات القطاع الخاص العاملة في دولة الإمارات، ونسعى لتطوير تلك الشراكات والبناء عليها في السنوات القادمة، منها على سبيل المثال: شراكتنا مع «صندوق عبد العزيز الغرير لتعليم اللاجئين» عبر تمويله منحاً وبرامج تعليمية للأطفال والشباب المتأثرين بالحروب والكوارث واللاجئين، وأيضاً شراكتنا مع MBC ومبادرة «MBC الأمل» منذ عام 2016، حيث تم إنتاج سلسلة من البرامج الرمضانية التي أسهمت في رفع التوعية عن قضية اللجوء والنزوح، وكذلك شراكتنا مع شركة كريم لخدمات التوصيل، حيث تتيح للمستخدمين إضافة مبلغ مالي لقيمة الأجرة تذهب كتبرع على شكل مساعدات نقدية للاجئين. أما شركة الطاير، فقد أتاحت لنا استخدام المساحات الإعلانية وواجهات المتاجر التابعة لها للترويج لحملة مفوضية اللاجئين في شهر رمضان 2019 الماضي، ورفع التوعية بقضية اللجوء والنزوح لدى الجمهور.
وثمنت جبور جميع الجهود التي تبذلها دولة الإمارات في الاستجابة لأزمات النزوح الأكثر إلحاحاً في المنطقة، كما تتطلع إلى المزيد من تعزيز العلاقات الاستراتيجية مع حكومة الإمارات وقطاعها الخاص والمنظمات المهمة الموجودة في الدولة في سبيل التخفيف من معاناة الأشخاص المتأثرين بالحروب والنزاعات في المنطقة وحول العالم.