الثلاثاء 12 أغسطس 2025 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
الأخبار العالمية

ترامب يفرض عقوبات على طهران ويُلوّح بالسلام

ترامب يفرض عقوبات على طهران ويُلوّح بالسلام
9 يناير 2020 01:36

هدى جاسم ووكالات (عواصم)

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس، فرض عقوبات اقتصادية جديدة على إيران بعد الضربات التي شنتها طهران على قاعدتين تضمان جنوداً أميركيين في العراق فجر يوم أمس، لكنه أكد في الوقت ذاته، مخاطباً الإيرانيين، أن واشنطن «مستعدة للسلام» مع من يريدونه.
وقال ترامب من البيت الأبيض «إنه لم يصب أي أميركيين جراء الضربات الصاروخية الإيرانية»، مضيفاً: «ستفرض الولايات المتحدة فوراً عقوبات اقتصادية إضافية على النظام الإيراني».
وأضاف، في كلمة ألقاها في البيت الأبيض، أشارت إلى رغبة في عدم تصعيد الأزمة مع إيران: «لم نتعرض لأي خسائر».
وتابع: «إن امتلاكنا لهذا العتاد والجيش العظيم لا يعني بالضرورة استخدامه، ولا نرغب في استخدامه، فالقوة الأميركية العسكرية والاقتصادية هي أفضل رادع»، مؤكداً: «يبدو أن إيران تخفف من حدة موقفها وهو أمر جيد لجميع الأطراف المعنيين وللعالم».
وأحجم ترامب عن توجيه أي تهديد مباشر بعمل عسكري ضد إيران. وتابع: «علينا جميعاً العمل سوياً نحو إبرام اتفاق مع إيران يجعل العالم أكثر أمناً وأكثر سلماً».
وحض القوى الكبرى، وفي مقدمتها الأوروبيون على إبرام اتفاق نووي جديد مع طهران، داعياً حلف شمال الأطلسي إلى الحضور «في شكل أكبر» في الشرق الأوسط.

استنكار عراقي
إلى ذلك، في العراق أعرب رئيس الجمهورية برهم صالح، أمس، عن استنكاره للقصف الصاروخي الإيراني الذي طال مواقع عسكرية تضم جنوداً أميركيين على الأراضي العراقية فجراً.
وقال صالح، في بيان: «إن رئاسة الجمهورية تجدد رفضها الخرق المتكرر للسيادة الوطنية وتحويل العراق إلى ساحة حرب للأطراف المتنازعة».
ومن جانبه، دان رئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي، أمس، «الانتهاك الإيراني للسيادة» في بلاده. وقال الحلبوسي في بيان: «نؤكد رفضنا القاطع لمحاولة الأطراف المتنازعة استخدام الساحة العراقية في تصفية الحسابات»، داعياً الحكومة إلى «اتخاذ الإجراءات والتدابير السياسية والقانونية والأمنية اللازمة لإيقاف مثل هذه الاعتداءات».
وأكدت وزارة الخارجيّة العراقية رفض الاعتداءات الإيرانية على أراضي العراق، لافتة إلى أنها ستستدعي السفير الإيراني لدى بغداد.

رسالة شفهية
وكان متحدث باسم رئيس وزراء العراق عادل عبدالمهدي قال في بيان إنه: «تلقى رسالة شفوية من إيران، بعد منتصف ليل أمس الأول، تؤكد أن الرد على قتل قاسم سليماني، قائد فيلق القدس، بدأ أو سيبدأ بعد قليل».
وأطلقت القوات الإيرانية صواريخ على قاعدتين عسكريتين تضمان قوات أميركية في العراق رداً على اغتيال قاسم سليماني قائد «فيلق القدس» التابع للحرس الثوري الإيراني في ضربة جوية أميركية، وهو ما أثار مخاوف التصعيد بين واشنطن وطهران.
وذكر المتحدث أن طهران أبلغت عبدالمهدي أن الضربة ستقتصر على أماكن وجود الجيش الأميركي في العراق دون أن تحدد مواقعها.
وأوضح أن رئيس الوزراء تلقى اتصالاً من الولايات المتحدة وقت سقوط الصواريخ على الجناح الأميركي من قاعدة عين الأسد الجوية في الأنبار وقاعدة الحرير في أربيل.
وقال: «إنه لا توجد أنباء عن أي خسائر بشرية بين أفراد الجيش العراقي أو التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة».
ومن جانبه، قال المرشد الإيراني علي خامنئي: «إنه على واشنطن سحب قواتها من المنطقة». وأوضح وزير الخارجية الإيراني أن بلاده اتخذت «إجراءات محسوبة» في إطار الدفاع عن النفس ولم تحاول تصعيد المواجهة.

صواريخ باليستية
وأفاد التلفزيون الرسمي: بأن إيران أطلقت 15 صاروخاً باليستياً من أراضيها على أهداف أميركية في العراق.
وذكر التلفزيون الإيراني أن 80 أميركياً قتلوا ولحقت أضرار بطائرات هليكوبتر ومعدات عسكرية أميركية.
وأكد وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، أن الضربات «أكملت» رد إيران على مقتل سليماني.
وأضاف على «تويتر»: «لا نسعى إلى التصعيد أو الحرب لكن سندافع عن أنفسنا في وجه أي عدوان».
وقال محللون: «رغم اللهجة الإيرانية، ترغب طهران في تفادي أي صراع عسكري تقليدي مع القوات الأميركية».
وبعد ساعة من الهجوم الصاروخي الإيراني عرض التلفزيون الحكومي لقطات لدفن سليماني.
وقال التلفزيون: «أخذنا بثأره.. الآن يمكنه أن يرقد في سلام».
وتصاعد النزاع بين إيران والولايات المتحدة بعدما انسحبت أميركا في عام 2018 من الاتفاق النووي الموقع بين إيران والقوى العالمية وأعادت فرض العقوبات على طهران.
واستبعد خامنئي في كلمة له، أمس، استئناف المحادثات مع واشنطن بشأن الاتفاق الموقع في 2015.
وقالت ألمانيا والدنمرك والنرويج وبولندا: إنه لا إصابات وقعت بين قواتها في العراق، وأدانت بريطانيا التي تنشر قوات في العراق كذلك الهجوم الإيراني. وقال العراق إن قواته لم تتكبد أي خسائر.
وأكدت وزارة الدفاع الإيطالية سلامة جميع قواتها الموجودة في قاعدة عسكرية أميركية في أربيل بشمال العراق.
وما زال هناك أكثر من خمسة آلاف جندي أميركي في العراق إلى جانب قوات أجنبية أخرى في تحالف قام بتدريب ودعم قوات الأمن العراقية في مواجهة خطر مقاتلي تنظيم «داعش» الإرهابي.
وكانت واشنطن أعلنت في وقت سابق أنّ قواتها لن تغادر العراق، على الرّغم من التهديدات التي استهدفتها وطلب البرلمان العراقي من الحكومة وضع حدّ لوجود كل القوات الأجنبية في البلاد.
واعتبر ترامب، أمس الأول، أن انسحاباً للقوات الأميركية من العراق سيكون «أسوأ ما يمكن أن يحدث للعراق». وقال «في توقيت معين سنخرج، لكن هذا التوقيت لم يأتِ بعد».

تحذير أممي من تحميل العراق «ثمن تناحرات خارجية»
دعت بعثة الأمم المتحدة في العراق، أمس، في بيان لها، إلى ضبط النفس واستئناف الحوار، بعد القصف الصاروخي الإيراني على قاعدتين عسكرتين تؤويان جنوداً أميركيين وأجانب، معتبرة أنه لا ينبغي أن يدفع العراق «ثمن تناحرات خارجية».
وقالت البعثة الأممية: «إن الهجمات الصاروخية الأخيرة في محافظتي أربيل والأنبار لا تؤدي إلا إلى تصعيد الصراع، وهي تنتهك السيادة العراقية مجدداً، والعنف غير المبرر له آثار متوقعة».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©