الأربعاء 13 أغسطس 2025 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
الترفيه

عبدالله الجنيبي.. «مكاني بينهم»

عبدالله الجنيبي.. «مكاني بينهم»
28 فبراير 2020 00:05

هناء الحمادي (أبوظبي)

لم يبخل علي الجنيبي بجهده لرسم السعادة على وجه أخيه عبدالله، الذي يبلغ 18 عاماً من أصحاب الهمم فئة «متلازمة داون»، وسخّر وقته ليبث روح الأمل في حياته، فمع كل دمعة طفل من أصحاب الهمم، تجد أيادي تكفكف البكاء، وتعيد البسمة ترى من يخفف عنهم ويحتويهم، ويرد لهم السعادة، تشاهد من يسانده السعادة ليجعله أقوى في مواجهة الحياة.. خلف كل هؤلاء أناس أضاؤوا شعلة الأمل، وأعلوا قيمة الإنسان، ومنحوا الأمل للمستقبل.
علي المتخصص في القانون يقول: إن نظرات الشفقة من الآخرين، وحالة الحزن التي كان يشعر بها عبدالله بمجرد الاقتراب من أقرانه وحالة الصد، ولدت لديه فكرة مبادرة «مكاني بينهم»، حيث تعنى هذه المبادرة أن يكون مكان عبدالله بين الأولاد، يمارس حياته معهم بكل فرح وسعادة، يندمج مع أفراد المجتمع، ويمارس حياته من دون أن يكون منزوياً وبعيداً عن الجميع.
البداية كانت مع عبد الله، حيث كان يصطحبه معه في كل مكان، ويعامله كرجل وليس طفلاً مصاباً بمتلازمة داون، عمله معنى العمل التطوعي والأعمال الخيرية، لذلك وضع هدفه في الحياة خدمة مصابي «متلازمة داون»، بإدخال السعادة والبهجة إلى قلوبهم، وتعريف أفراد المجتمع بالمهارات التي يتمتعون بها.
وشارك عبدالله في الكثير من الفعاليات، وعن ذلك يقول أخوه علي: شارك فريق مكاني بينهم، الذي يتكون من 35 متطوعاً، سخروا وقتهم لهذه الفئة، من خلال تنظيم الكثير من الفعاليات والحملات الخيرية مع أولياء أمور فئة متلازمة داون، حتى يشعروا أن مكانهم بين أفراد المجتمع، ومن أهم المشاركات مثل التعاون مع مؤسسة زايد للرعاية الإنسانية وحملة «لمسة أمل» في زيارة لأطفال السرطان في مستشفى توام.
ومؤخراً، شارك فريق مكاني بينهم في ملتقى أبوظبي الأسري الثاني 2020، تحت شعار الأسرة والذكاء المجتمعي، الذي نظم في منطقة السعادة في حديقة أم الإمارات، وتضمن عدداً من الورش، منها ورشة «نكتشف مهاراتنا»، التي تفاعل وشارك فيها الكثير من أصحاب الهمم، من خلال مسابقات حماسية أشعلت روح التنافس بين المشاركين.
وأضاف، أن مثل هذه الفعاليات ينبغي أن يشجعها ويبادر إليها أفراد المجتمع كوسيلة اتصال بين أبطال أصحاب الهمم والمجتمع، لافتاً إلى أن هذه الأنشطة تشجع هذه الفئة على التفاعل والاندماج مع المجتمع، وتتيح لهم الفرصة لإبراز قدراتهم وطاقاتهم التي تعمل الدولة على تحقيقها لهم.
وأوضح الجنيبي، أن مبادرة «مكاني بينهم» تهدف إلى دمج فئة متلازمة داون وأصحاب الهمم في المجتمع، لتعزيز توجهات الدولة نحو مشاركة هذه الفئة لإدخال البهجة في نفوسهم، وإبراز دورهم في تطوير المجتمع، مشيراً إلى أن سبب تسمية المبادرة بـ«مكاني بينهم»، إلى الدعوة لدمج فئة متلازمة داون، ليكونوا بيننا في كل المناسبات والاحتفالات الوطنية، باعتبارهم من أفراد المجتمع، وقد أثبتت التجارب قابلية الكثير منهم للتعلم والدمج.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©