اختتم ملتقى السمالية الربيعي 2011 فعاليات أسبوعه الثاني، الذي ينظمه نادي تراث الإمارات صباح الخميس الماضي، بالعديد من الأنشطة التي استفادت منها الطالبات والأمهات، وسط احتفالات تراثية نالت إعجاب وتقدير المشاركين في الملتقى الذي انطلق 18 من الشهر الجاري، ويستمر حتى 5 يناير المقبل، بتوجيهات من سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة، رئيس نادي تراث الإمارات.
(أبوظبي) - تضمن الأسبوع المخصص للعائلات والطالبات في ملتقى السمالية، فعالية العرس الإماراتي وزهبة العروس، التي سبقها اصطحاب القيمين على الحدث للعائلات الزائرة في جولة برحاب الجزيرة واستمتعوا بما تم تقريبهم منه بما يزخر به المكان، من سحر وجمال الطبيعة، وتم توضيح المجهودات المبذولة في الحفاظ على مجموعة من الأصناف الحيوانية البحرية والبرية والنباتية، وما استطاع الأجداد تشييده بأنفسهم رغم شظف العيش وقلة ذات اليد، وجابت العائلات المكان في السفينة التراثية لاكتشاف السمالية من ناحية البحر فهو دائر على مدارها، تنام في حضنه ويحصنها من الأيادي العابثة، غزلان تطلق سيقانها للريح، ونعام يتدثر بخوفه فينام تحت جناحه، وطيور تعلو أصواتها تنشد روح الحرية، وأنواع مختلفة من الأسماك التي اختارت الجزيرة مأمنا لها.
وبالتجول في الجزيرة يقف المرء على المباني والأسواق الشعبية التي كانت تفي بغرض العيش الرغيد الهانئ البعيد عن منغصات الحياة، العمل باليد والأكل مما تجود به الطبيعة، كما استفاد الصغار من الرياضات المختلفة التي تقدمها السمالية، مثل ركوب الخيل والهجن والألعاب العصرية التي زينت البساط الأخضر.
عرس تقليدي
كما استضافت جزيرة السمالية فعاليات اليوم النسائي الأخير، حيث تضمن أنشطة تراثية وثقافية وفنية ورياضية، نفذتها طالبات مركز أبوظبي النسائي والسمحة النسائي بحضور فاطمة التميمي مدير الأنشطة النسائية بالإنابة، التي أوضحت أن الاحتفالية التي جرى تخصيصها للفتيات والأسر في هذا الملتقى تتمحورت حول«التومينة»، ودورة الدخون، ونقش الحناء، والألعاب الشعبية، والمطبخ الشعبي، إضافة إلى بعض النشاطات الترفيهية، وشاركت أيضاً في الأنشطة العديد من المدربات التي قادت الورشات التعليمية، كما ألقيت محاضرات استفادت منها الطالبات والأمهات على السواء.
وأشارت إلى أن برنامج المركز يتضمن تقديم وعرض مجموعة من الفعاليات التراثية، وعرضاً للمشغولات اليدوية التي أبدعتها الطالبات، فضلاً عن عروض تراثية وترفيهية أخرى، مصيفة أن فعاليات اليوم الختامي لأسبوع البنات تضمنت رياضات الفروسية والهجن، كما عرف اليوم الأخير تنظيم ورشة كيفية إطفاء الحريق نفذنها إدارة الدفاع المدني، والحفل العرس الإماراتي وزهبة العروس، بمصاحبة أنشطة تراثية ترفيهية توثق الصلة بين اليوم والأمس.
وفي هذا الصدد قالت التميمي إن اليوم الختامي شهد فعاليات مميزة بحضور الأمهات والعائلات، بحيث أقيم عرس يحاكي العرس الإماراتي وفق التقاليد والعادات التراثية مع تقديم زهبة العروس.
وأضافت: أقمنا العديد من المسابقات التراثية، كما استضفنا الأسر عن طريق مركز أبوظبي النسائي والسمحة النسائي، بحيث قاموا بجولة على ممر القرم، وعلى أقفاص الطيور، وعلى المنحل، ومارسوا العديد من الرياضات، وبالنسبة للأطفال من الصف الأول إلى الثالث استمتعوا بالشخصيات الكرتونية المحببة لهم مثل بارني ولولو كاتي، وتم تقديم ورشة إطفاء الحريق للأمهات، والبنات الحلقة الثانية.
وأشارت كسلة الرميثي مشرفة نشاط مركز السمحة إلى أن العروس اليوم تمشط بالخلطة التقليدية المكونة من ماء الورد والزعفران، ويحط على رأسها الذهب، وتكحل عيونها بالنوع تقليدي، وهذا ما قامت به المزينة أمام الطالبات الحاضرات، وعرض في جانب آخر من البيت زهبها التي تشمل كل أنواع العطور والبخور وخلطات العطر العربي والثوب الإماراتي، وغيره من مستلزمات زينتها واحتياجاتها.
ورشة إطفاء الحريق
وعن ورشة إطفاء الحريق قال المساعد جاسم محمد المرزوقي من مركز الدفاع المدني في جزيرة السمالية، وهو مركز دائم في الجزيرة، إن هذه الدورات مهمة جداً للصغار والكبار على السواء، وتتضمن محاضرات عادة تقدم لزوار السمالية، وذلك لتقريبهم وتثقيفهم حول كيفية تلافي بعض الحوادث المميتة بخبرة بسيطة، وذلك عن طريق الحديث معهم على أنواع الطفايات، وطرق استعمالها، وما أهم نوع ومتى يجب استخدامه؟،وتعليمهم الطرق المثالية للتعامل مع حريق المنزل، ووقف انتشاره.
وأضاف المرزوقي، شرحنا لهم العلامات والحروف التي تشملها كل طفاية، وبالتالي قلنا، إن كل طفاية تحمل حرف A، B، C، D، وكل حرف له دلالة معينة، فالحرف A يرمز للمواد الصلبة، ويصلح لإطفاء الحرائق الناجمة عن اشتعال الملابس، أو الأخشاب، أو الأوراق، أما الحرف B للحرائق الناجمة عن المواد السائلة القابلة للاشتعال، كالبنزين أو الزيت أو المواد الكيميائية، في حين يرمز الحرف C للحرائق الناجمة عن الالتماس الكهربائي، أما الحرف D للحرائق الناجمة عن المعادن كالبوتاسيوم والصوديوم والألمنيوم والمغنيسيوم، وهذه الحرائق نادرة الحدوث حتى في المصانع أو المعامل، وقال إن هذه العلامات عالمية، والحروف موجودة في كل الطفايات.
وأوضح المرزوقي أن الطفايات أنواع، منها طفاية الماء وأخرى بالرغاوى، والبودرة، وثاني أوكسيد الكربون، موضحاً أن الطفاية تحتوي على البوق، ومفتاح الأمان، والساعة وهي موجودة في كل أنواع الطفايات، ما عدا طفاية ثاني أوكسيد الكربون، وقال إن أحسن طفاية يجب أن تتوافر في البيت هي التي تحتوي على البودرة لأنها تصلح لكل أنواع الحرائق.
محاصرة الحريق
ونصح المساعد جاسم محمد المرزوقي من مركز الدفاع المدني في جزيرة السمالية، في حال شب حريق في البيت بغلق الباب، لحصر الحريق في مكان واحد، ثم محاولة إخماده وفي حال تعذر ذلك يجب إخلاء البيت من البشر، وإغلاق كل أبواب الغرف، وقطع التيار الكهربائي، ثم الاتصال بالدفاع المدني وذلك لتقليل الخسائر.
جولة للإعلاميين
استمتع الإعلاميون وأسرهم خلال زيارة السمالية التي أقيمت في اليوم الختامي لفعالية البنات والأسر، حيث أتيحت لهم مساحات واسعة من الترفيه والتعليم في آن واحد، في الجانب الآخر من السمالية بعيداً عن مخيم البنات والأسر، واطلع الجميع على كل مرافق الجزيرة واستمتع الكبار والصغار بركوب الخيل، حيث خصصت جولات لكل الأطفال على صحوات الخيل، وخبروا أيضا ركوب الهجن، وجابوا المنطقة في الحافلات الثلاثة التي خصصت لهم، في كل ربوع الجزيرة.
واطلعوا على كل الجهود المبدولة في إقامة هذا الصرح الكبير، وخلال زيارتهم وقفوا عن قرب على مرافق جزيرة السمالية والمشاريع البيئية التي تحتضنها بإشراف وحدة البحوث البيئية مثل مشاريع إكثار الطيور وإكثار غزال الريم أو غزال الرمال وبرنامج زراعة أشجار القرم بمساحات كبيرة، كذلك التعرف إلى هندسة البيوت التراثية، كما أقيمت لهم جولة في البحر المعانق للجزيرة.
ربط الماضي بالحاضر
قالت كسلة الرميثي مشرفة نشاط مركز السمحة عن حفل العرس: نحاول أن نربط الماضي بالحاضر، بتركيز الفعاليات على إظهار التقاليد والعادات، ومنها العرس وزهبة العروس الإماراتية التي كانت بسيطة، وكانت مثقلة بالدلات السعيدة، وكان الجميع يتعاون، حيث يستنفر أهل البيت والعائلة والجيران للقيام بتفاصيل العرس، بكل تكافل وتضامن وكل معاني الإيثار.
