محمد حامد (الشارقة)
تألق العائدون من دبي، ليشتعل الدوري الإيطالي بصورة لم يعرفها منذ فترات بعيدة، فقد سجل روميلو لوكاكو ثنائية للإنتر ضمنت له القمة في دوري، كاد يتغير مسماه إلى «دوري اليوفي»، بالنظر إلى سيطرته على البطولة بصورة كاملة منذ موسم 2011-2012، كما أبدع كريستيانو رونالدو، وسجل ثلاثية لليوفي في مرمى كالياري الذي استسلم للخسارة برباعية.
المفارقة أن رونالدو فعلها بعد أيام من سرد تفاصيل سيرته الكروية، في مؤتمر دبي الرياضي الدولي، حيث أكد أن الشغف يجعله يتجاوز عوامل التقدم في العمر، ويدفعه للإبداع الدائم، فإذا بالكلمات التي قالها في دبي تتحول إلى واقع في تورينو، كما قدم ميراليم بيانيتش مباراة كبيرة مع اليوفي هو الآخر، ونجح سيموني إنزاجي مدرب لاتسيو، في قيادة فريقه لتحقيق فوز صعب ومثير على بريشيا، ليحافظ على المركز الثالث على مقربة من أهل القمة، وكلاهما بيانيتش وإنزاجي عادا للتو من الإمارات.
الإنتر حقق فوزاً تاريخياً على نابولي بثلاثية لهدف، بمعقل الأخير في سان باولو، بعد انتظار دام 22 عاماً، وتوهج «البلجيكي» روميلو لوكاكو العائد من مؤتمر دبي الرياضي الدولي قبل أيام، وسجل ثنائية في مرمى فريق الجنوب الإيطالي، ليمهد الطريق لفوز جعل الإنتر متصدراً للدوري، الذي سيطر عليه اليوفي العقد الماضي، وهو الهدف 14 للنجم البلجيكي في 18 مباراة، في الوقت الذي سجل فيه 12 هدفاً فقط في 32 مباراة مع مان يونايتد الموسم الماضي.
لوكاكو الذي ظهر في دبي متحدثاً عن مسيرته الكروية، عاد إلى الملاعب للمرة الأولى في العام الجديد بعد رحلته إلى دبي ليتوهج بشدة، مما يؤشر إلى أن فترة الراحة في دانة الدنيا، كان لها مفعول السحر، في إعادة تأهيله ذهنياً لاستئناف العمل في 2020 مع فريق الإنتر، وتحدث أنطونيو كونتي، المدير الفني للإنتر، عقب المباراة عن لوكاكو، مؤكداً أنه جوهرة لم تكن في حاجة إلا لبعض العمل من أجل جعلها أكثر بريقاً، وكشف كونتي أنه كان يتمنى الحصول على خدمات النجم البلجيكي حينما كان مدرباً لتشيلسي، كما حاول التعاقد معه في فترات عمله مع اليوفي، وبلهجة ساخرة قال كونتي: إن من يصفون لوكاكو بالمهاجم الفاشل عليهم أن يستمروا في ذلك، حيث يتألق اللاعب رغم كل ما قيل عنه في فترات سابقة.
كونتي هو أحد أبطال موقعة سان باولو، فقد منح الإنتر الفوز الأول له منذ 22 عاماً على فريق الجنوب الإيطالي بمعقله، كما حقق رقماً شخصياً يحق له أن يفتخر به، فقد خاض 145 مباراة بالدوري الإيطالي منذ بدء مسيرته التدريبية، ليحقق الفوز في 100 مباراة، ويصبح الأسرع في بلوغ هذا الإنجاز في دوري الطليان، وأصبح كونتي يحظى بثقة كبيرة، وحب جارف بين جماهير النيراتزوري، بعد نجاحه في إعادة الفريق للقمة، والمنافسة بجدية على لقب الدوري الإيطالي، وعلى الرغم من ذلك يؤكد دائماً أن فريقه يحتاج إلى كثير من العمل، لكي يصبح منافساً وطامحاً للفوز بالدوري.
أما اليوفي، فقد سحق كالياري برباعية، منها ثلاثية تاريخية لرونالدو، ليسجل أول هاتريك له في الدوري الإيطالي، ويصبح أول لاعب في التاريخ مع أليكسيس سانشيز الذي ينجح في تسجيل هاتريك في دوريات إنجلترا وإسبانيا وإيطاليا، كما أن «الدون» لديه إنجاز شخصي تاريخي آخر، وهو أنه أحرز هاتريك واحداً على الأقل في 10 بطولات، وهي دوريات إيطاليا وإسبانيا وإنجلترا، وكأس العالم، وكأس العالم للأندية، ودوري الأبطال، ودوري أمم أوروبا، وكأس ملك إسبانيا، وتصفيات المونديال، وتصفيات أمم أوروبا.
والطرف الثالث الذي رفع من وتيرة الإثارة في الدوري الإيطالي هو الميلان بعد عودة إبرا لصفوفه، إلا أن الفريق تعادل مع سامبدوريا من دون أهداف، وعلى الرغم من سعادة الجماهير بعودة السلطان إبرا، إلا أنه لم ينجح في مساعدة الفريق على الفوز، وأصبح السؤال الذي يتردد على ألسنة الملايين من عشاق الكرة العالمية: هل يستعيد الميلان ربيعه في خريف إبرا؟
