معتز الشامي (دبي)
يتفاوض اتحاد الكرة حالياً مع مدير فني من بلجيكا لإدارة المنتخبات ووضع سياسة العمل في منتخبات المراحل السنية، وينتظر أن يتم الإعلان خلال الأيام القليلة المقبلة عن اسم المدير الفني الجديد، الذي سيتولى تنفيذ خطة التطوير التي سيشارك الخبير البلجيكي ميشيل سابلون فيها، كما ستكون أولى مهام المدير الفني الجديد، هو تحديد معايير التعاقد مع مدرب جديد للمنتخب الأول خلفاً للإيطالي زاكيروني.
وكانت لجنة المنتخبات باتحاد الكرة قد حددت ملامح العمل للمرحلة المقبلة، والتي سترتكز بشكل أساسي على تطوير منتخبات المراحل السنية، وتعزيز سياسة الدمج بين المنتخبات، بالإضافة لتوحيد فلسفة الفكر التدريبي لكافة الفرق، بما يخدم خطط تطوير المنتخب الأول.
وتفيد المتابعات أن اللجنة قررت منح المدير الفني الجديد لإدارة المنتخبات، مهمة تحديد ملامح الجهاز الفني الجديد للمنتخب الأول، بما يتواكب مع الأفكار التي تنوي اللجنة تطبيقها وتهتم بشكل مكثف بالمواهب الصاعدة من المراحل السنية، بالإضافة لبدء مشروع شامل للتطوير، يقوم على الإحلال والتجديد في صفوف المنتخب الأول، وضخ مواهب جديدة قادمة من المنتخبين الأوليمبي والشباب، كما سبق وتمت نفس الآلية، مع جيل المنتخب الأوليمبي بعد 2012 عندما تم تصعيد مواهب هذا الجيل لتكون هي نفسها عناصر المنتخب الأول، بتطعيمها بأبرز الأسماء من اللاعبين الكبار.
وعلمت «الاتحاد» أن لجنة المنتخبات تنوي الاعتماد على المدرسة البلجيكية في التخطيط لمستقبل المنتخبات ، وتعزيز سياسة التواصل بين المنتخبات عبر عدة محاور، أولها هو وجود خبير فني بلجيكي في منصب المدير الفني، يحدد المطلوب لتنفيذ الاستراتيجية الجديدة للتطوير، والتي تقوم على الاهتمام بالقاعدة والناشئين والأكاديميات بالتنسيق والتعاون مع الأندية، بالإضافة لتطبيق سياسة تدريبية يتم اتباعها مع جميع المنتخبات، فضلاً عن تحديد المعايير المطلوبة للمدير الفني للمنتخب الأول، وتقديم تلك الشروط والمعايير للنقاش مع لجنة المنتخبات، على أن يبدأ العمل في هذا الملف مع مطلع مارس المقبل، ليتم فتح باب التفاوض وتلقي السير الذاتية للمدربين المرشحين، بعد تحديد أبرز الأسماء المطروحة على الساحة، وستراعي اللجنة ضرورة أن يكون مدرب المنتخب الأول الجديد، صاحب قدرة على القيام بعملية إحلال وتجديد في صفوف المنتخب، ومتابعة المواهب بالدوري بالإضافة لمتابعة مواهب المنتخبات السنية، لاسيما منتخبي الأوليمبي والشباب، ومن بين الشروط أيضاً ضرورة أن يكون له نجاحات وإنجازات مع المنتخبات.
وكانت لجنة المنتخبات قد لجأت للبلجيكي ميشيل سابلون، لتكليفه بإعداد تصور شامل للنهوض بمنتخبات المراحل السنية والمنتخب الأول، وقام الخبير الفني بزيارة الأندية كما تابع عمل الأكاديميات التابعة للاتحاد، فضلاً عن متابعته لمنتخبات المراحل على مدى أكثر من شهرين، ومن ثم قدم تصوراته للجنة التي اجتمعت منتصف الأسبوع وقررت الاستعانة بتلك الأفكار، بالإضافة لتطبيق أفكار أخرى يقوم المدير الفني البلجيكي الذي يتفاوض معه اتحاد الكرة حالياً، بتنفيذها.
وسيكون سابلون بمثابة مستشار فني للجنة المنتخبات، نظراً لما يتمتع به من خبرات واسعة، حيث كان من الشخصيات التي سلطت وسائل الإعلام الدولية الضوء عليها، أثناء وعقب كأس العالم الأخيرة في روسيا كونه لعب دوراً هاماً في تاريخ الكرة البلجيكية، حيث كان مساعداً للمدرب الأسطوري جاى تايس خلال كأس العالم 1986 في المكسيك وكذلك في كأس العالم 1990 بإيطاليا، حيث وصلت بلجيكا لنصف النهائي في مونديال 1986 والى ربع النهائي في مونديال 1990.
وبعد سنوات من المتابعة لمنتخبات بلجيكا في المراحل السنيه المختلفة قام سابلون في عام 2006 بوضع خطة شامله للتطوير الفني، أصبحت حجر الأساس في التطور والتحول الكبير في كرة القدم البلجيكية، حيث تولى سابلون منصب المدير الفني لاتحاد كرة القدم البلجيكي آنذاك، وهو ما ظهر بقوة في الأداء الرائع والقوى لمنتخب بلجيكا في مونديال روسيا، بعد أن احتل منتخبها المركز الثالث في البطولة.
من جهة ثانية لن يغفل مشروع تطوير المنتخبات الإماراتية والذي سيكون على مرحلتين، طويلة المدى وقصيرة المدى، ضرورة الربط مع الأندية بهدف تطوير المراحل السنية لديها عبر مشروع ضخم سيتم إطلاقه خلال الأسابيع القليلة المقبلة على يد لجنة دوري المحترفين، يهدف لتطوير أكاديميات الكرة وفرق المراحل السنية بالأندية المحترفة، بالتنسيق والتعاون مع خبراء الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، عبر توقيع اتفاقية تعاون شامل بين الجانبين، كما سيتم الاستفادة من خبرات الاتحاد الأوروبي، بالإضافة لوجود مستشار فني بلجيكي هو سابلون، ومدير فني بلجيكي يقوم بتنفيذ الأفكار اللازمة لتطوير المنتخبات، كلها تشكل معاً مشروعاً شاملاً وطموحاً يتبناه اتحاد الكرة، وسيعلن عن أدق تفاصيله في مؤتمر صحفي موسع خلال الأسابيع القليلة المقبلة، وأبرز ملامح هذا المشروع هو الاهتمام بتكوين قاعدة من اللاعبين الموهوبين في كل الأندية، يتم تطويرهم وربطهم بالمنتخبات الوطنية، بطريقة وأسلوب مختلفين.