ذكر مسؤولون وشهود عيان فلسطينيون أمس أن أحداث مصر سببت تهافتاً على شراء الوقود في قطاع غزة وأدت إلى إغلاق معبر رفح على الحدود بين الجانبين. وقال شهود عيان إن سكان قطاع غزة هرعوا إلى محطات الوقود بعدما أعاقت الاضطرابات في مصر تهريب إمدادات وقود عبر الأنفاق. وأوضح تجار ومستخدمو أنفاق أن إيقاع تهريب الوقود وسلع مواد أخرى تراجع في الأيام الأخيرة ووصل إلى أدنى معدل أمس الأول، حيث اشتدت الاشتباكات بين سكان شمال سيناء وقوات الأمن المصرية.
وخوفا من أن تجف قريباً أنابيب نقل الوقود المؤقتة الممتدة في أنفاق التهريب، أقدم أصحاب السيارات في قطاع غزة على ملء خزاناتها تماماً وأخذوا عبوات إضافية لتخزين إمدادات من الوقود. وحاول بيان أصدره مسؤولو الحكومة الفلسطينية المقالة التابعة تهدئة المخاوف من وجود نقص في أي سلع في القطاع لكنه لم يردع سائقين من ملء خزانات سياراتهم.
ويتابع فلسطينيو غزة باهتمام تداعيات الأحداث في مصر ومدى انعكاسها على الوضع الاقتصادي في القطاع المعتمد بشكل كبير على مصر في الحصول على مختلف السلع. وقال عامل أنفاق شاب اسمه سامح “كثير من الأنفاق لا تعمل .الوضع خطير”. وأضاف وهو يستمع إلى إذاعة محلية “الراديو لا يفارقني، نريد أن نعرف ماذا يجري في مصر فحياتنا مرتبطة بها، حركة البضائع إلى الأنفاق مرتبطة بالاستقرار في الجانب المصري”. وبينما كان عمال يرفعون أكياسا من الإسمنت المصري المهرب على شاحنة صغيرة متوقفة قرب نفق، كان 4 جنود مصريين يقفون فوق بناية في الجانب المصري من الحدود. واصطف نحو 20 شخصاً بحوزتهم جالونات أمام محطة وقود صغيرة قرب بوابة صلاح الدين الحدودية للتزود بالبنزين خشية نفاده..
وقد شددت حكومة “حماس” على ضرورة التزام المستهلكين والتجار كافة بالتسعيرة الصّادرة عن “الهيئة العامة للبترول والمحروقات” في ظل إغلاق الأنفاق والحدود ووقف تدفق الوقود من السولار والبنزين من مصر. وقالت في بيانها”إن الأوضاع في قطاع غزة مستقرة وهادئة وعادية، وإن المواد الغذائية بكل أنواعها وإمدادات الوقود متوفرة بكميات كافية ومريحة وكبيرة، ولا مجال للخوف في هذا الاتجاه أبداً”.
وأمكن سماع أصوات إطلاق النار وانفجارات على الجانب المصري من الحدود في أنحاء مدينة رفح في جنوبي القطاع حيث وُضعت قوات أمن “حماس” على أهبة الاستعداد لمنع أي انتهاك محتمل على السور الحدودي. وقال متحدث باسم وزارة الداخلية في “حماس” إن الحدود آمنة ولا توجد انتهاكات وأضاف أن السلطات المصرية والوزارة قررت إغلاق معبر رفح ربما لعدة أيام بسبب عدم وجود إدارته في الجانب المصري. وأكد رئيس “هيئة المعابر والحدود” في الوزارة ذاتها غازي حمد أنه تم إغلاق المعبر في الاتجاهين. وقد توافد عشرات الفلسطينيين إلى البوابة الفلسطينية في المعبر بانتظار السفر فيما ينتظر مئات الفلسطينيين العائدين من مصر في الجانب المصري من المعبر.
في غضون ذلك، قالت مصادر فلسطينية متطابقة اليوم الأحد إن عدداً من الفلسطينيين المعتقلين لدى السلطات المصرية وصلوا إلى قطاع غزة الليلة قبل الماضية بعد فرارهم من السجون المصرية.
وأوضحت أن من بينهم ناشطون في “كتائب الشهيد عز الدين القسام”، الجناح العسكري لحركة “حماس”، وأحد كبار تجار أنفاق التهريب في رفح الفلسطينية، وقد فروا من سجن العريش وسجون ومعتقلات في شبه جزيرة سيناء. وأضافت أن معتقلين فلسطينيين آخرين فروا من السجون المصرية لا يزالون في طريقهم إلى القطاع.
السجن 9 سنوات للناشط الفلسطيني أمير مخول
القدس المحتلة (أ ف ب) - أصدرت محكمة إسرائيلية في حيفا شمالي فلسطين المحتلة أمس حكماً بالسجن 9 سنوات على الناشط الفلسطيني الإسرائيلي أمير مخول بعدما أدانته في أكتوبر الماضي بتهمة «التجسس ضد إسرائيل» لحساب «حزب الله» اللبناني. وقال متحدث باسم محكمة منطقة حيفا إن مخول اعترف بضلوعه في التجسس مقابل تخلي الادعاء العام الإسرائيلي عن ملاحقته بتهم أشد خطورة. ويقود أمير مخول (52 سنة) منظمة «اتجاه» التي تضم عدة جمعيات مناضلة من أجل حقوق الفلسطينيين المفروضة عليهم الجنسية الإسرائيلية. وأعلن بعد اعتقاله في شهر مايو الماضي أنه بريء وتعرض لتعذيب جسدي ونفسي خلال استجوابه.