واصل منتخبنا الأولمبي سلسلة إخفاقاته، بعد تعرضه مساء أمس الأول للخسارة الأولى أمام نظيره العراقي بهدفين في لقاء الجولة الثالثة من التصفيات الآسيوية المؤهلة لأولمبياد “لندن 2012”، بملعب خليفة بن زايد بنادي العين، ليتراجع “الأبيض الأولمبي” إلى المركز الرابع والأخير في المجموعة الثانية برصيد نقطتين، جمعهما من تعادلين مع منتخبي أستراليا وأوزبكستان، بينما يقفز “أسود الرافدين” خطوتين إلى الأمام ليحتل مركز الوصيف، وبفارق نقطة عن المنتخب الأوزبكي الذي يتربع على القمة وله خمس نقاط.
لم يقدم منتخبنا المستوى الفني المنتظر، بالرغم من المساندة الجماهيرية الكبيرة التي حظي بها اللاعبون، ولم تتوقف على مدار الشوطين، إلا أن ما قدمه اللاعبون من مستوى متواضع، حفل بالعديد من الأخطاء، واتسم بالارتباك أحياناً وعدم التركيز والعشوائية في التسديد أحياناً أخرى، ولم يستطع زيارة الشباك العراقية على الإطلاق، حتى لو امتد الوقت لشوط ثالث، ويكفي للدلالة على انخفاض مستوى أداء الخط الأمامي، وعدم تمكنهم من استغلال الفرص التي لاحت لهم أمام مرمى المنافسين، وخلال ثلاث مباريات متتالية لم يسجل منتخبنا أي هدف.
ولكن ما جعل الأمور تهون بعض الشيء أن المنتخبين الأسترالي وضيفه الأوزبكي تعادلا في اليوم نفسه ليبقى الفارق بين منتخب أوزبكستان أول المجموعة ومنتخبنا متذيل الترتيب ثلاث نقاط فقط، وهو فارق ضئيل يمكن كسره بالفوز في مباراة واحدة.
لا نقول إن فرصتنا ضاعت، بل أن الأمل ما زال موجوداً، والفرصة ما زالت سانحة لجميع المنتخبات للتأهل، وهناك متسع من الوقت قبل تكرار المواجهة مع العراق في فبراير المقبل لمراجعة الحسابات وترتيب الأوراق والبيت من الداخل وربما يكون القادم أفضل.
ومن ناحيته أكد مهدي علي مدرب منتخبنا الأولمبي في بداية حديثه في المؤتمر الصحفي الذي عقد أمس الأول بقاعة الاجتماعات الملحقة باستاد خليفة بن زايد بنادي العين، عقب مواجهة المنتخب العراقي، أنهم خاضوا مباراة صعبة، كما توقعها من قبل، وأن الخسارة من المنتخب العراقي قد زادت الوضع صعوبة، مشيراً إلى أن هذا أمر وارد الحدوث في كرة القدم.
وقال: لابد من جلسة تفكير من أجل إعادة النظر في بعض الأمور، والوقوف على الأسباب الحقيقية التي أدت إلى تدني مستوى اللاعبين، مشيراً إلى أن المنتخب ما زال في قلب المنافسة، وما يفصل بيننا وبين المنتخب الأوزبكي صاحب الصدارة والمتربع على قمة المجموعة الثانية، هو ثلاث نقاط فقط، وأمامنا ثلاث مباريات أخرى، مما يعني أن تسع نقاط ما زالت في الملعب يمكن أن تحدث نتائجها الكثير من التغييرات.
وحول عدم قدرة هجوم المنتخب على التسجيل، ولو هدف واحد في الثلاث مباريات التي خاضها حتى أمس الأول، بعد أن تعادل سلبياً مع منتخبي أستراليا وأوزبكستان، وخسر من العراق بهدفين، قال مهدي: علينا أن نقف على عدد المباريات التي خاضها المنتخب الأولمبي في الفترة الأخيرة، وكم هدفاً سجل فيها، وبعدها يمكن تقييم مهاجميه بشكل سليم.
وفي تعليقه على المباراة قال إن اللاعبين جاهدوا وحصلوا على بعض الفرص، إلا أنها لم تستثمر بالشكل المطلوب، مشيراً إلى أن بعض اللاعبين كانوا بعيدين عن مستواهم وأنه لجأ في آخر عشرة دقائق من اللقاء باللعب بطريقة 3 - 2 - 3- 2 بتقدم عبد العزيز هيكل إلى الأمام وتقدم محمد عبد الرحمن للعب خلف المهاجمين أحمد خليل وعلي مبخوت.
وتحدث مدرب “الأبيض” الأولمبي حول برنامجه لمرحلة الإياب، خاصة أن فترة طويلة تزيد عن الشهرين، تفصلنا عن مباراة الجولة الرابعة التي تضعه وجهاً لوجه أمام المنتخب العراقي في الخامس من فبراير المقبل 2012 بالعاصمة القطرية الدوحة، فقال: برنامج إعداد المنتخب الأولمبي معد مسبقاً ومنذ فترة طويلة، ولكن هذا لا يمنع من إعادة برمجته مرة أخرى بالشكل الذي يحقق الطموحات، وهناك عدد من اللاعبين لم يكونوا في يومهم في مباراة أمس الأول، ولم يقدموا مستواهم المعروف، كما أن المنتخب فقد بعض العناصر المؤثرة في هذه المرحلة لظروف وأسباب متباينة وحل آخرون مكانهم، ورغم كل ما حدث وما واجهناه من ظروف أود أن أتوجه بخالص الشكر والتقدير إلى اللاعبين لما بذلوه من جهد، وما قدموه من عطاء خلال هذه المرحلة.
وقال مهدي علي: لقد ظل المنتخب الأولمبي يحقق الفوز تلو الآخر منذ العام 2008 إلا أنه فقد مؤخراً جهود أربعة لاعبين مؤثرين ومتميزين ليس على المستوى المحلي بل على المستوى الآسيوي، ومن الطبيعي أن يترك هذا الغياب أثراً على أداء المنتخب، وبكل تأكيد أن الظروف لم تخدمنا في هذه المرحلة تحديداً، وشخصياً لم أتعود أن أسوق الأعذار والمبررات، ولكنه الواقع الذي نعيشه حالياً، وعلى مدى الثلاث سنوات الماضية أي من 2008 وحتى 2011 لم يخسر منتخبنا الأولمبي سوى ثلاث مباريات فقط، وهذا أمر رائع يحسب للاعبين الذين لا ألومهم على المحصلة التي خرجنا بها من المباريات الثلاث التي لعبناها حتى الآن في تصفيات أولمبياد لندن 2012، لأن هناك أمور تحدث خارج الملعب لا يعلمها الكثيرون ونسعى دائماً وأبداً للاحتفاظ بها داخل أسرة المنتخب.
وقال مهدي: نحاول ترتيب الأوراق من جديد، ونتمنى أن ترجع ركائز المنتخب وانضمام المصابين في الفترة المقبلة، ولكن أن تخسر 40% من قوة المنتخب لظروف متباينة ودخول آخرين مكانهم، فإن تعديل الوضع بالشكل السليم وبلوغ قمة الانسجام يحتاج إلى وقت أطول خاصة أن الغائبين هم لاعبون متميزون على مستوى القارة الآسيوية.