دينا جوني ووام (دبي، لندن)
تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أعلن في العاصمة البريطانية «لندن»، إطلاق المجلس العالمي للشباب في المملكة المتحدة، وذلك خلال فعاليات ملتقى شباب الإمارات العالمي الذي انطلق أمس الأول بمشاركة 20 وزيراً ومسؤولاً إماراتياً.
ومن المقرر أن يضطلع المجلس العالمي للشباب بنقل أفضل التجارب في المملكة المتحدة إلى دولة الإمارات، إلى جانب عكس صورة مشرقة للدولة، والتقدم الحاصل في جميع الميادين. ويعد ملتقى شباب الإمارات العالمي في المملكة المتحدة خطوة نحو تفعيل دور الشباب الإماراتي عالمياً، وخلق قيادات شبابية تدعم مسيرة نجاح دولة الإمارات، وذلك من خلال تعزيز مشاركة المبتعث الإماراتي حول العالم، وبناء جيل ملم بالتوجهات العالمية من خلال إنشاء منصة تمثيلية لجميع شباب الإمارات المبتعثين إلى الخارج.
وشارك 20 وزيراً ومسؤولاً إماراتياً، طلاب الدولة المبتعثين في حلقات شبابية وورش عمل هدفت إلى خلق منافذ كبيرة للشباب الإماراتي للتعرف على خبرات المسؤولين ومشاركتهم طموحاتهم وفتح آفاق جديدة، حيث تضمن الملتقى لقاءات مباشرة بين المسؤولين وصناع القرار والطلبة المبتعثين.
وقال معالي الدكتور علي راشد النعيمي، رئيس مجلس إدارة مركز هداية لمكافحة التطرف العنيف «إن اللقاء بالطلبة المبتعثين يمثل مسؤولية كبيرة، وإن من واجبنا توجيه طلابنا الدارسين في الخارج ليكونوا ملمين بمسيرة الأحداث والتطورات التي تشهدها الدولة، وتحصين فكرهم وتثقيفهم أيديولوجياً لما فيه المصلحة العامة للبلاد».
إلى ذلك أكد معالي ناصر بن ثاني الهاملي، وزير الموارد البشرية والتوطين، أن رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، للمبادرة العالمية لشباب الإمارات تبرز اهتمام وإيمان قيادتنا بكوادرنا المواطنة المتميزة، وكذلك الرهان على شبابنا في الخارج ليكونوا خير سفراء لوطنهم.
ونوه معاليه إلى أهمية ملتقى شباب الإمارات العالمي المنعقد في المملكة المتحدة في توعية الشباب المبتعثين بفرص العمل الحالية ومتطلبات الفرص المستقبلية في سوق العمل في الدولة وبالسياسات والمبادرات الحكومية التي يتم تطبيقها، لدعم وتعزيز مشاركة فئة الشباب في القطاع الخاص سواء كموظفين في قطاعاته الاقتصادية المختلفة أو كرواد أعمال.
وأشار معاليه إلى الدور الذي يلعبه مثل هذا الملتقى في دعم التواصل الدائم مع الطلبة المبتعثين في الخارج، وبالتالي إطلاعهم أولاً بأول على المستجدات لاسيما التي تطرأ على سوق العمل في الدولة واحتياجاته من الوظائف والمهارات خصوصاً في ظل السعي الحثيث نحو إعداد وتمكين الكفاءات الوطنية لتقود الاقتصاد المعرفي التنافسي تنفيذاً للأجندة الوطنية لرؤية الإمارات 2021، والتي تشهد متابعة حثيثة من قبل قيادتنا الرشيدة لتحقيق المستهدفات بالشكل المطلوب. وثمّن معاليه جهود المؤسسة الاتحادية للشباب في تنظيم الملتقى، وفي تفعيل دور شباب الوطن وتحفيزهم على المشاركة الفاعلة في عملية التنمية بمختلف أشكالها.
وأكدت معالي نورة بنت محمد الكعبي وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة أن ملتقى شباب الإمارات العالمي يشكّل فرصة مهمة لفتح قنوات تواصل فعّالة مع الطلاب الإماراتيين المبتعثين في المملكة المتحدة، بهدف إطلاعهم على آخر المستجدات وأهم التحديات المعاصرة، ورفدهم بالمعرفة والخبرة التي تمكنهم من تمثيل بلادهم على أكمل وجه أثناء دراستهم الجامعية عبر الاستثمار في قدراتهم وتسخيرها في خدمة الوطن. وأشارت نورة الكعبي إلى أهمية تعريف الشباب على القيم الحضارية والثقافية التي تأسست عليها دولة الإمارات، وترسيخ الهوية الوطنية في نفوسهم بما يعزز جسور التواصل الإنساني والثقافي بين شباب الإمارات والعالم.
وعبّر عبدالله ناصر لوتاه، المدير العام للهيئة الاتحادية للتنافسية والإحصاء، عن فخره بمشاركة الهيئة ضمن فعاليات ملتقى شباب الإمارات العالمي في المملكة المتحدة، والذي تنظمه المؤسسة الاتحادية للشباب. ولفت إلى أن دور الشباب في مسيرة الدولة التنموية ولتحقيق رؤية القيادة الرشيدة، دور محوري وهام لما يتمتع به الشباب اليوم من قدرات على التعامل مع التكنولوجيا الحديثة والابتكارات المتطورة، والتي هي من أعمدة بناء اقتصاد وطني تنافسي ومستدام ومبني على المعرفة. وقال إن إدراك أبنائنا وبناتنا من الطلبة المبتعثين في المملكة المتحدة لمحاور استراتيجية الدولة وجهود مؤسساتها للارتقاء بأداء الدولة في تقارير التنافسية العالمية، سيؤهل الطلبة لدى عودتهم لتأدية واجبهم في متابعة المسيرة الوطنية وتحقيق رؤية القيادة الرشيدة بأن تصبح الدولة الأولى عالمياً في كافة المجالات بحلول مئويتها التأسيسية. وأضاف لوتاه أنه ومنذ تأسيس الهيئة، تحظى فئة الشباب في الهيئة باهتمام استثنائي، إذ كانت أول جهة اتحادية تطلق مجلساً للشباب يعمل على عكس رؤية وصوت الشباب في رسم السياسات المتعلقة بالتنافسية والإحصاء وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
المبتعثون: فخورون بإرثنا الثقافي والحضاري
أعرب عدد من الطلاب الإماراتيين المبتعثين والمشاركين في فعاليات ملتقى شباب الإمارات العالمي التي انطلقت في العاصمة البريطانية لندن أمس الأول، تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، عن فخرهم واعتزازهم بالرسالة التي وجهها سموه لدى افتتاح الملتقى، وأكدوا أنهم سيواصلون مسيرة التحصيل العلمي حتى يتمكنوا من خدمة الإمارات مشددين على حسن تمثيل بلادهم. وقال الطلاب المبتعثون إلى المملكة المتحدة، إنهم يدركون خصوصية رحلتهم ومسيرتهم الأكاديمية. فهم يدركون جيداً أنهم ليسوا مجرد طلبة، وإنما سفراء حقيقيون قادرون على حمل الإرث الثقافي والحضاري والفكر المستقبلي الذي تنتهجه الدولة، ونقله إلى المجتمع الجديد الذي سيحتضنهم لسنوات عديدة مقبلة.
وكان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة قد وجه كلمة للمشاركين في الملتقى أكد فيها أن طلبة الإمارات المبتعثين إلى الخارج يجسدون الوجه الحضاري لدولة الإمارات وما يتحلى به شعبها من قيم وعادات أصيلة.. مشيراً إلى أنهم سفراء الوطن وجسور التواصل الذين ينشرون أسمى معاني المحبة والقيم الإنسانية النبيلة التي استلهمها أبناء الإمارات من المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، فصارت نهجاً راسخاً ونبراساً يضيء طريقهم.
وقال سموه -بمناسبة انطلاق فعاليات ملتقى شباب الإمارات العالمي تحت رعاية سموه في لندن- إن وطننا يعقد على الشباب المتميز أمثالكم آمالاً كبيرة وكلنا ثقة في تحقيقكم التفوق العلمي في مختلف التخصصات من أجل الإسهام مع بقية أشقائكم من أبناء الوطن في رفد مسيرة بناء دولة الإمارات وتقدمها وازدهارها.
وأكد سموه اهتمام الدولة بطلبتها المبتعثين ومتابعة أوضاعهم التعليمية وحرص القيادة الحكيمة على توفير السبل والوسائل كافة التي تساعدهم على بذل مزيد من الجهد والمثابرة لتحقيق أهدافهم في الحصول على الشهادات العلمية لخدمة الوطن والمساهمة في دعم مسيرة الوطن. وأضاف سموه: «نوصي أبناءنا بأن يواكبوا مسيرتهم العلمية فبالعلم والأخلاق ترتقي الأمم وتزدهر الدول.. أنتم أبناء الإمارات يحمل كل منكم أمانة ومسؤولية الحفاظ على اسمها ومكانتها متمنين لكم التوفيق في تحقيق طموحاتكم».
يشارك في الملتقى -الذي تنظمه المؤسسة الاتحادية للشباب بالتعاون مع سفارة دولة الإمارات في المملكة المتحدة- 20 وزيراً ومسؤولاً إماراتياً بهدف تعزيز مشاركة المبتعث الإماراتي حول العالم وبناء جيل ملم بالتوجهات العالمية من خلال إنشاء منصة تمثيلية لجميع شباب الإمارات المبتعثين إلى الخارج.
وفي اتصال مع جريدة «الاتحاد»، يتحدث ثلاثة طلبة بحس عالٍ من المسؤولية تجاه بلدهم، وبحماسة سريعة استطاعت كلمات القيادات من الوزراء والمسؤولين بثها في نفوسهم، خصوصاً كلمة معالي نورة الكعبي التي مسّت حسّهم الوطني وأعلت من فخرهم بهويتهم. وتتنوع مشاريع الطلبة ومساراتهم الدراسية، إلا أنهم اتفقوا على العودة فور الحصول على شهاداتهم الجامعية أو في الدراسات العليا، لتكون نهاية مشتركة للدراسة في الخارج، وبداية جديدة على أرض الإمارات ككوادر وطنية.
ويفخر عبدالرحمن العمادي كأحد مؤسسي جمعية الطلبة الإماراتيين في مانشستر، بحجم الفعاليات التي تواكب كل ما يحصل على أرض الإمارات، ونقلها إلى الطلبة من مواطنين، أو مقيمين سابقين في الدولة، أو أجانب من مختلف الجنسيات.
واعتبر أن ملتقى الشباب الإماراتي الذي يجمع صنّاع القرار في الدولة مع الطلبة المبتعثين، ساعدهم على اختزان الأفكار التي حملها المسؤولون واعتبارها رسالة ليكونوا جيلاً مثقفاً وواعياً، يعلم تماماً كيف يتصرف خارج بلده. ولفت إلى أن محاضرة معالي نورة الكعبي وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة قد أثّرت في الكثير من الشبان والشابات في اليوم الثاني من الملتقى، كونها تتمحور حول الهوية الإماراتية وكيفية تمثيلها بأحسن صورة.
وقال إن أبرز الفعاليات التي سينظمها شباب الوطن هذا العام في مانشستر مرتبطة بعام التسامح.
وصممت الطالبة هاجر المنهالي على استكمال دراستها، حيث صممت على تنفيذ ما أرادته منذ الصغر، وسافرت إلى المملكة المتحدة للتخصص، فلم تبخل عليها قيادة الإمارات في تحقيق حلمها من خلال قبول طلبها في أن تكون ضمن مجموعة الطلبة المبتعثين للعام الدراسي الجاري.
ولفتت إلى أن محاضرة معالي نورة الكعبي، بالإضافة إلى معالي أحمد بالهول الفلاسي وزير دولة لشؤون التعليم العالي، قد أفادتهم كثيراً بشأن سبل تجاوز العقبات التي قد يواجهونها خلال الابتعاث.
لم يفكر الطالب عبدالله عبدالقادر في السابق أن وجوده كطالب مبتعث خارج الدولة، ينطوي على هذه الأهمية التي تحدث بها عدد من قيادات الدولة والمسؤولين خلال فعاليات ملتقى شباب الإمارات في المملكة المتحدة. فعلى مدى يومين، اقتنع عبدالقادر بأن مسؤوليته في الخارج كناقل لقيم الإمارات وتقاليد شعبها، لا تقل أهمية عن أي دبلوماسي.