الإثنين 11 أغسطس 2025 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة

«أسرتي المنتجة» يعيد المتقاعدات إلى إدارة عجلة الإنتاج

«أسرتي المنتجة» يعيد المتقاعدات إلى إدارة عجلة الإنتاج
1 يناير 2012
في قلب مدينة الشارقة وضمن أجواء عائلية مرحة عامرة بالأمل والعمل، اختتم مؤخراً معرض «أسرتي المنتجة»، الذي نظمته إدارة مراكز التنمية الأسرية ضمن فعالياتها المتنوعة والمستمرة لنهاية العام 2011، في مفوضية مرشدات الشارقة، بهدف دعم المشاريع الصغيرة، وتطوير منتجات الأسر والأفراد المشاركين من خلاله، وذلك تفعيلا لدورهم المهم في المجتمع، وتحفيزاً لدخولهم الأسواق وعالم التجارة والأعمال الذي يحقق لهم دخلا إضافيا يعود عليهم بالنفع ويكفيهم شر الحاجة والعوز، كما أنه أعاد الكثير من المتقاعدات إلى إدارة عجلة الإنتاج. قالت موزة الشحي، رئيسة قسم البرامج والأنشطة في مراكز التنمية الأسرية في الشارقة، إن دورهم كإحدى مؤسسات المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالإمارة، يستند بالأساس على دعم ورعاية الأسر من ذوي الدخل المحدود ماديا ومعنويا من خلال تحفيزهم على العمل والعطاء، وتنمية مواهب أفراد الأسرة وزيادة مواردهم الاقتصادية، بتمكينهم من خلق فرص جديدة للعمل والإبداع، ودفعهم نحو المشاريع الصغيرة والمنتجة التي تشكل دخلا إضافيا، لذا وبعد انتهاء الدورات والورش التدريبية تقوم المراكز بين الفترة والأخرى بتنظيم معارض مختلفة تضم منتجات متنوعة تعرض آخر ما صنعت أياديهم الماهرة. وأشارت إلى أن أجواء المناخ الطيبة هذا العام ساهمت في إقامة المعرض في مكان مفتوح، حيث اصطف الدكاكين والأكشاك الصغيرة المبنية من سعف النخيل على هيئة العرائش، جنباً إلى جنب التراثية القديمة، لتفترش الأرض وتلتحف السماء، وتتوزع في سوقا لافتا، تختلط فيه الروائح مع الألوان والأصوات، لتحوله إلى مكان غير عادي يلتقي من خلاله الجمهور مع العديد من البائعين، المصممين والفنانين، والتجار الجدد من أصحاب المشاريع الصغيرة، فضلا عن أصحاب الحرف اليدوية، والأسر المنتجة. طاقة للأمل ولفتت إلى أن هذه المعارض والفعاليات لها أهميتها الكبيرة، خاصة بين فئة الشباب من أصحاب المواهب والحرف اليدوية، ممن لا يستطيعون فتح محلات خاصة بهم، نظرا للتكلفة المادية، لذلك تحاول إدارة التنمية الأسرية أن تفتح طاقة للأمل والعمل. المواطنة شيخة راشد، إحدى المشاركات ثمنت التجربة، واعتبرتها فرصة للالتقاء بالناس والتعرف إلى احتياجات السوق المحلي، مشيرة إلى أنها تربوية متقاعدة عملت لأكثر من 25 سنة في قطاع التعليم، وكانت تدير مدرسة، لكنها وجدت نفسها بعد التقاعد تمر بفترة ملل وإحباط شديدين، مما دفعها إلى التفكير بالعمل وكسر الجمود والكسل، وبعد أن تعلمت أهم أبجديات صناعة العطور العربية والبخور، قررت أن تجرب نفسها في هذا المجال فأصبحت تبتكر الخلطات العطرية على ذوقها الخاص، وتعرضها للبيع بين الجيران والمعارف، وهكذا أصبحت قادرة على ملء وقت فراغها وإثبات ذاتها، كما أضافت دخلاً جديداَ إلى ميزانية أسرتها، ومن خلال المشاركة في مراكز التنمية الأسرية، تمكنت وغيرها من المشاركات من عرض منتجاتهن بشكل أوسع في المعارض التي تقام في مختلف مدن الدولة، لتبيع ما صنعت أيديهن من أقراص البخور، والعطور الزيتية، والمخمرية، وكريمات معطرة للجسم وأخرى منعشة للمفروشات والبيوت وهكذا. العمل والإنتاج وبينت لطيفة طارش 23 عاماً، أنها خريجة جامعة الشارقة قسم تصميم الجرافيك، وما زلت في انتظار الوظيفة، لكنها قررت ألا تبقى عاطلة عن العمل والإنتاج، واتجهت إلى استثمار وقتها ودراستها والاستفادة منهما، وذلك من خلال الانطلاق في مشروعها الصغير«الطارش»، لتصميم زخارف ونقوش تستخدم فيها الحرف العربي والكلمات المحلية وتطبعها على الملابس بألوان وأحجام مختلفة. وأشارت إلى أنها بذلك تعرض في الأسواق منتجاً جديداً ومختلفاً يحمل هويتنا العربية وينافس القمصان التي تروج للغات أجنبية أخرى، موضحة أنها في المحصلة فهي تعمل وتتكسب، وتتعلم كل يوم شيئا جديدا وتكتسب الخبرة والدراية التي ستكون رصيدا معرفيا وذخرا لها في المستقبل. ومن «عريشة» أخرى في الطرف المقابل أبدت شيخة علي 40 عاماً رأيها في معرض أسرتي المنتجة بأن المشاركة في هذا المعرض شكلت فرصة للكثير من الأسر والأفراد في مجال التجارة وتعلم فنون البيع والشراء، بالإضافة إلى التعارف والتعامل مع أشخاص جدد، مؤكدة أن المسؤولين عن الفعالية كانوا أشخاصاً متعاونين، وقاموا بجهود كبيرة في إطار الدعم المتواصل للمشاركين. وأضافت: حكايتي ربما لا تختلف عن الآخرين فأنا أيضا ربة أسرة، وجدت أن لديها شيئا ما أرادت أن تستثمره، فحولت شغفي بالطهو وبراعتي فيه إلى عمل أدخل به رافدا ماليا جديدا على عائلتي، محطمة حواجز الخوف والخجل والتردد، لأبدأ من جديد بعمل أعطيه ويعطيني، فأصبحت أقدم من خلال المعارض المختلفة التي تنظمها مراكز التنمية كل أنواع الأكلات الشعبية المعروفة، لكني في هذه المرة أحببت أن اكتفي بصنع الفطائر اللذيذة مع أطباق الباستا الشهية التي أتفنن بها، ولقد فوجئت بمدى إقبال الزوار وتفاعل الجمهور مع ما أقدمه لهم من أطباق. مجسمات تراثية وشاركت ريما الشامسي30 عاماً موظفة ضمن فعاليات المعرض، بمشروع «الزهبة»، حيث تصمم من خلاله مجسمات تراثية صغيرة ومنمنمات تصنعها من مواد مختلفة، تستعمل في المناسبات، أو لتزيّن بطاقات الدعوة والأعراس، أو هدايا تذكارية. وتصف ريما مشروعها: لطالما أحببت الأشغال اليدوية والفنون الجميلة، ولأن تراثنا عامر بالأصالة والغنى، فقد رغبت باستلهام مواضيعي منه لأشكل مجسمات وهدايا تذكارية تعبر عنا، وتترجم هويتنا الوطنية، كما أن تعلقي بالتصوير الفوتوغرافي جعلني أتوسع أكثر، فأضيف استوديو تراثيا إلى مشروعي الصغير، لأصور من خلاله الأطفال والزوار بملابس تراثية، وبذلك أثبت نفسي وكونت شخصيتي العملية، كما أشبعت رغبتي في الفن الأصيل وصناعة الجمال”. وتضمنت أنشطة المعرض إرشادات ونصائح عمر الكعبي رئيس مجلس إدارة جمعية الفجيرة الثقافية الاجتماعية الذي قدم محاضرة توعوية حول فنون التسويق وأهم التحديات التي تواجه الأسر في تسويق منتجاتهم وكيفية الارتقاء والتميز في التسويق الاجتماعي. وكان للموضة والأزياء نصيب من فعاليات المعرض، وذلك بحضور صفا خليل اختصاصية ومستشارة في الأزياء وتطوير الذات، حيث أهدت الحاضرات نصائح مرتبطة بتطوير الذات لارتقاءً بأسلوب اختيار ما يلائم الشخصية من ملابس وإكسسوارات، مطلقة على خشبة المسرح عرضاً شائقاً للأزياء تلونت به أرجاء المفوضية معلنة من خلالها ضرورة التجديد والتنويع في انتقاء المناسب لاستبعاد الروتين المتكرر من حياتنا. واختتم المعرض سلسلة برامجه وفعالياته بمحاضرة هادفة بعنوان «الذات وصناعة العلاقات»، قدمتها الدكتورة عائشة اللوغاني من الكويت، فعرّفت من خلالها بمفهوم الذات وأنواعه وارتباط الذات بالسلوك والعلاقات الإنسانية والتصرفات المترتبة على الموقف والصورة الذهنية المختزنة عن الأشخاص. مسابقات وإرشادات تضمن معرض أسرتي المنتجة أنشطة وفعاليات يومية شائقة أسرت قلب الحضور، منها ركن المنتجات، المأكولات، الحناء، الإرشادات والفحوص الطبية، مع ركن خاص بالألعاب الترفيهية، ومسابقات يومية متنوعة، فيما تناوبت الفعاليات اليومية المصاحبة للمعرض ابتداءً بفنون الطبخ مع متخصصة أضفت لمساتها خلال إعداد الأطباق المتنوعة، مع مشاركة الحضور معها في خطوات الإعداد، لترافق روائح الطبخ الزكية عرضاً سينمائياً للأطفال.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©