دبي (الاتحاد) - قال الإعلامي عدنان حمد الحمادي، المذيع بقناة دبي الرياضية، إن التفكير في تشفير الدوري من قبل أي قناة محلية، يعتبر أكبر خطأ في تاريخ عمليات شراء وبيع الحقوق بالعالم.
ولفت الحمادي صاحب الخبرات في شراء حقوق الدوريات الحصرية، خلال فترة عمله مديراً إقليمياً لشبكة قنوات “الايه ار تي” قبل بيعها للجزيرة منذ سنوات عدة مضت، إلى أنه سيكلف من يتخذ هذه الخطوة أموالاً باهظة قد تتخطى حاجز الـ 400 مليون درهم سنوياً من دون تحقيق مقابل يصل إلى 30% من هذا المبلغ.
وشدد على أن القيمة السوقية للدوري كمنتج تلفزيوني بين 35 و50 مليون درهم، وذلك لاعتبارات عدة، يجب وضعها عند الحديث عن عملية شراء وبيع الحقوق نفسها، وهي عدد السكان الحاليين، يستقطع منهم عدد متابعي الدوري نفسه، وقال: تعدادنا قارب المليون تقريباً، ومن يهتم بمتابعة الدوري ما بين 20% إلى 35% من هذا الرقم، وهم فئة الشباب والرجال المتابعون للدوري، ما يعني أن لدينا رقماً متوسطاً هو 200 ألف مشترك للدوري، فكم سيدفع مقابل الحصول عليه كخدمة مشفرة، وهو ما يعني استحالة تنفيذ فكرة التشفير وإلا سيتكبد من ينفذها خسائر باهظة.
واقترح الحمادي حلاً يرضي جميع الأطراف، وقال: يجب النظر لامكانية بيعه حصريًا لقناة واحدة، كصاحبة حقوق، وجهة واحدة تقوم بالنقل وبيع إشارة البث، على أن يكون بالمجان بطبيعة الحال، وعلى القنوات المفتوحة، وهو ما سيفيد في تسويق الدوري إعلانياً، ومن ثم تحقيق دخل قد يوازي ما تم دفعه، لأن القيمة الحقيقية لنقل مباريات الدوري تزيد على 150 مليون درهم لكل قناة تقريباً لو أخذنا في الحسبان قيمة ساعات البث والأطقم الفنية والتنفيذية والمذيعين والمصورين وغيرهم.
وكشف الحمادي عن إجراء شبكة (الايه ار تي) دراسة علمية قائمة على حسابات دقيقة تتعلق بقيمة الدوري الإماراتي، وذلك عندما كانت قد تقدمت بطلب رسمي لشرائه، ومن ثم تشفيره، والعام 2007 ووقتها عرضت مبلغ 35 مليون درهم، وهو كان مبلغاً كبيراً جداً، وسيؤدي لخسائر بطبيعة الحال، ولكن الأمر يختلف في هذه الحال بحسب وجهة نظره، وقال: عندما تحصل قناة مشفرة من الأساس على دوري محلي مثل دورينا، فهي تبثه كخدمة إضافية لدورياتها الأساسية التي تجذب المشاهدين في العالم العربي مثل دوريات إيطاليا أو إسبانيا وإنجلترا، ولكن أن يتم التفكير في نقل الدوري الإماراتي وحده كخدمة مشفرة فهذا يعتبر انتحاراً في عالم القنوات الرياضي”.
ولفت إلى أن هذه الفكرة قد تكون رائجة في دوري متابع، ولديه قدرة على جذب الإعلانات، وقال: الدوري المصري مثلا من الممكن تشفيره وحده، لكثرة الشركات المعلنة، فضلاً عن ضخامة أعداد متابعيه في مجتمع يزيد سكانه على 85 مليون مواطن.
وعن الحلول الوسط التي يمكن أن تحقق فوائد لجميع الاطراف، قال: يجب أن يتم تحديد طريقة بث الدوري ونوع البث، وكل ما يتعلق به، ويوضع في كراسة شروط تتضمن عدد الكاميرات لكل مباراة، وتحديد الفرق الكبرى التي تتطلب نقلاً مباشراً، وتغطية مكثفة، وغيرها، ومن ثم ضرورة تحديد الموقف النهائي المتعلق بالسعر، ومعرفة ما إذا كانت هناك رغبة في زيادة أم لا، لأن الحل سيكون في إتاحة الدوري لقناة واحدة تحصل عليه حصرياً على أن يكون معها شركة تقوم بإنتاج المباريات، ومن ثم تقوم تلك القناة ببيعها للقنوات الأخرى الراغبة.
وشدد الحمادي على ضرورة أن تقوم شركة واحد بتصوير المباريات، ونقلها للقناة صاحبة الحقوق، مثلما يحدث في الدوري السعودي أو أي دوري آخر محترف في العالم، وطالب بأن تكون العلاقة مشاركة بين جميع الاطراف، وتقوم على الشفافية والتعاون بين الجميع، مع ضرورة تدخل الحكومات للدعم حتى تستطيع القنوات القيام بدورها في نقل الدوري، والايفاء بمتطلبات لجنة المحترفين الراغبة في زيادة دخلها من بيع المباريات، كونها تدخل إلى خزائن الأندية في نهاية المطاف، ما يعني أن الهدف هو الصالح العام بكل تأكيد.