يمكن وصف المواطن حسن النقبي بأنه مصور المواقف الصعبة في «الإعلام الأمني»، حيث تكمن مهمته في تصوير الحوادث المرورية، خاصة المأساوية منها، والتي ينتج عنها وفيات وإصابات خطرة، فقد عشق الكاميرا فعشقته وعاش معها أحلامه وطموحاته، فرسمت له خطواته نحو التميز والإبداع، حيث انتقل فنه في التصوير من مجرد موهبة يمارسها في أوقات فراغه إلى مهنة يعتاش منها، ويثبت جدارته فيها.
تحقيق الحلم
النقبي يعمل مصوراً فوتوغرافياً وتلفزيونياً في إدارة الشؤون الفنية والإعلام لأمني في الأمانة العامة لمكتب الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية.
وكان النقبي، ابن الخامسة والعشرين ربيعاً، عمل بعد أن أنهى الثانوية العامة بعامين موظفاً في قسم العلاقات العامة والإعلام في بلدية خورفكان؛ ليتحقق بذلك أول حلم راوده في فترة الدراسة. إلى ذلك، يقول «كان لدي حلم منذ أيام الثانوية العامة بأن أكون أحد مصوري «ناشيونال جيوغرافيك»، المغامرين لأقوم بتصوير الطبيعة بأشكالها المختلفة وبيئاتها المتنوعة، خصوصاً في مجال عالم الحيوان، إضافة لتوثيق أنماط الحياة الإنسانية في الطبيعة البرية، كما كنت أطمح وما أزل لإعداد فيلم سينمائي وثائقي عن الحياة الاجتماعية التقليدية والتراثية لشعب الإمارات قديماً، والتي سأنفذها قريباً، وما يعينني على ذلك أنني أدرس حالياً في كلية الإمارات للعلوم والتكنولوجيا تخصص إنتاج وإخراج أفلام وثائقية».
ويضيف «عملي في بلدية خورفكان وشغلي لمنصب المنسق الإعلامي خلال الفترة 2007 ولغاية 2009، أكسبني خبرة ومهارة في التعامل مع وسائل الإعلام، بهدف تغطية أنشطة البلدية، وإعداد التصاميم الفنية للمطبوعات وإعدادها للطباعة».
ويتابع «انتقلت إلى إدارة الشؤون الفنية والإعلام الأمني في الأمانة العامة لمكتب الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية، منذ عام 2009، وحتى الآن للعمل مصوراً فوتوغرافياً وتلفزيونياً»، لافتاً إلى أن مهنته مصوراً فوتوغرافياً وتلفزيونياً في الإعلام الأمني تتمحور في تصوير أنشطة وفعاليات وزارة الداخلية، والقيادة العامة لشرطة أبوظبي مثل المؤتمرات والندوات والاحتفالات وغيرها، فضلاً عن قيامه بمهام التصوير في دوريات الإعلام الأمني المتخصصة في تصوير الحوادث المختلفة في مدينة أبوظبي وعلى مدار الساعة، وتوثيق المواد الفيلمية سواء الفوتوغرافية أو التلفزيونية، وتسليمها إلى فرع الأرشيف لحفظها.
اكتساب الخبرة
يقول النقبي «اكتسبت خبرة كبيرة ومهارة في التعامل مع المواقف الطارئة وتصوير اللقطات الخارجة عن المألوف والغريبة التي يمكن الاستفادة منها في إعداد الأخبار الصحفية والتقارير التلفزيونية».
ويؤكد النقبي عدم وجود صعوبات تذكر في عمله بفضل دعم ومساندة مدير إدارته ورؤسائه في العمل، الذين يذللون أية صعاب أو مشاكل قد تواجهه في عمله، ويشجعونه على المثابرة والاجتهاد وتطوير قدراته الذاتية، وإشراكه في العديد من الدورات التدريبية المتخصصة الهادفة إلى إكسابه المهارة العالية في مجال عمله.
لكنه لا ينفي وجود بعض المواقف الصعبة التي واجهته في عمله في دوريات الإعلام الأمني تبرز أثناء تصوير الحوادث المرورية، خاصة المأساوية منها، والتي ينتج عنها وفيات وإصابات خطرة، في هذا الإطار، يقول «تأثرت كثيراً بهذه المواقف عند رؤية المتوفين وبأوضاع تحزن القلب وتدمي العين، والتي من الصعب نسيانها، إلا أنني كيّفت نفسي على تقبل طبيعة عملي التي تفرض علي الوجود في مثل هذه المواقف».
ويعترف حسن بالدور الكبير الذي لعبه أهله في نجاح حياته المهنية، ويقول «أهلي خير معين ومساند لي، فهم دائماً يساندونني ويشجعونني على مواصلة تحصيلي العلمي في تخصصي الحالي، ويفتخرون بي وبعملي في إدارة الشؤون الفنية والإعلام الأمني، ويحثونني على مواصلة بذل جهدي لأكون دوماً من الموظفين المتميزين، لا سيما وأنا الابن البكر لوالديّ اللذين علماني كيفية تحمل المسؤولية وأن أكون القدوة لبقية إخوتي، ونظراً لمكان عملي في مدينة أبوظبي فإنني أزورهم أسبوعياً في مسقط رأسي خورفكان».
ويصف النقبي مهنة التصوير وما تتطلبه من العاملين فيها بأنها من المهن المشوقة والممتعة والمتعبة في آن واحد، فهي تحتاج إلى وقت وصبر وتركيز في اختيار اللقطات المعبرة، التي تصف الموضوع المراد تصويره بكل تفاصيله كي تتم الاستفادة منها، سواء الفوتوغرافية أو التلفزيونية لإعداد الأخبار الصحفية والتقارير التلفزيونية، كما أن هذا النوع من العمل بحاجة إلى مواصلة تطوير الذات ومتابعة آخر المستجدات في مجال التصوير والتقنيات الحديثة المستخدمة فيه.
مرآة عاكسة
حول أهمية عمله ودوره في المجتمع، يقول النقبي «عملي جزء لا يتجزأ من الإعلام الأمني الذي هو مرآة عاكسة لعمل وزارة الداخلية بأجهزتها المختلفة، حيث من خلاله يتم إيصال رسائل هادفة لتوعية الجمهور وتعزيز الأمن والسلامة في الدولة، والتعريف بما تقدمه من خدمات أمنية، علاوة على كونه حلقة الوصل بين وزارة الداخلية ووسائل الإعلام كافة، التي يتم من خلالها نشر الأخبار الصحفية والتقارير التلفزيونية».
ويعتقد النقبي أن الإعلام أحد أهم التخصصات التي يجب على الشباب والشابات المواطنين الدخول في إطاره وبقوة، كون هذا التخصص يعكس الوجه الحضاري للدولة ويمثلها عبر الأثير. ويضيف «من المهم أن يكون شبابنا موجودين في المجال الإعلامي والتعمق فيه، ولدينا العديد منهم والمتميزون في عملهم، والذين أثبتوا جدارتهم ووضعوا بصمات واضحة في القنوات التلفزيونية والإذاعية والصحف الأوسع انتشاراً في الدولة والمنطقة».
ويتمتع النقبي بالمهارة العملية والكفاءة في مجال عمله، ودليل ذلك أنه تم تكليفه بإعداد وتقديم دورات تدريبية لعدد من المؤسسات والهيئات الحكومية في الدولة قام خلالها، وفق منهج علمي وعملي، بتدريب المشاركين على التصوير الفوتوغرافي، كما تم تكريمه من «الإعلام الأمني» ممثلة برئيس قسم الدعم الإعلامي لحصوله على جائزة أفضل لقطة تلفزيونية تم تصويرها في العام الماضي 2011، والتي غطت حريقاً في أحد المستودعات في منطقة المصفح بأبوظبي؛ نظراً لما حوته من جماليات فنية، بالإضافة إلى زاوية تصوير اللقطة وزمنها.
ويلفت النقبي إلى أن مهنته حققت له الكثير من طموحاته وأحلامه، وأعطته الثقة في النفس، وجعلته يطمح في تطوير إمكانياته ومهاراته الفنية في مجال الإنتاج والإخراج، وتطبيقها عملياً في الإعلام الأمني خصوصاً وأنه حالياً يواصل دراسته في هذا التخصص، الذي لو خُير بينه وبين دراسة أي تخصص آخر لن يختار سواه؛ لحبه ورغبته الشديدتين في هذا المجال.