الثلاثاء 12 أغسطس 2025 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
التعليم والمعرفة

عبدالله حسن: العمل السينمائي يتطلب وعياً مضيئاً وثقافة متراكمة

عبدالله حسن: العمل السينمائي يتطلب وعياً مضيئاً وثقافة متراكمة
27 أكتوبر 2012
يستعد المخرج السينمائي الإماراتي عبدالله حسن أحمد خلال الأشهر القادمة للدخول في عمليات تصوير فيلمه الروائي الجديد بعنوان “ميسي” في إشارة للاعب الكرة الأرجنتيني الشهير والظاهرة الكروية العالمية “ليونيل ميسي”. وأنجز كتابة الفيلم الكتاب الشاعر والسيناريست محمد حسن أحمد، وهو الكاتب الذي استثمر الفضاءات الشعرية والأدبية المبثوثة في تجربته الثقافية المتواصلة، كي يقدم حكايات وقصصا مصاغة بعناية وأناقة بصرية خاصة وحميمية ومتشابكة مع روح المكان ومع جمالياته ونكهته الشعبية الحالمة والمنسية والمفتقدة. وسبق للمخرج عبدالله حسن تقديم عدة أفلام روائية قصيرة أفصحت عن موهبة مبكرة صقلها باشتغالات حقيقية ومنهكة في حقول التصوير والمونتاج والإنتاج، وصولا إلى ذروة وخلاصة العمل السينمائي المتمثلة في الإخراج باستحواذه وشموليته ولكونه العين الرائية والمتحكمة في كافة التفاصيل المتعلقة بمفهوم الفيلم، وبكيفية تنفيذه ونقلة من الحالة الكتابية والتخيلية والافتراضية إلى صورة مجسدة ومتحركة على الشريط السينمائي. ونذكر من أعمال عبدالله التي صنعت اسمه وأثبتت حضوره في المشهد السينمائي وسط أقرانه ومجايليه من السينمائيين الإماراتيين الشباب، أفلام مثل: “الفستان”، و”تنباك”، و”المريحانة” و”عصافير القيظ” و”أصغر من سماء” الفائز مؤخرا بجائزة مسابقة (أفلام الإمارات) ضمن مسابقات الدورة الأخيرة من مهرجان أبوظبي السينمائي. في حواره التالي مع “الاتحاد” يحدثنا عبدالله حسن عن مشروع فيلمه الجديد، وعن تبعات وتأثيرات فوزه الأخير في مسابقة أفلام الإمارات، كما يتطرق في حواره لواقع ومستقبل السينما المحلية، وأهمية المهرجانات الفيلمية التخصصية التي تتميز بها الإمارات مقارنة بالدول المجاورة. فيلم “ميسي” يشير عبدالله بداية إلى أن فيلمه القادم: “ميسي” من إنتاج صندوق “إنجاز” التابع لمهرجان دبي السينمائي الدولي، الذي يسعى لدعم وتشجيع صناعة السينما في الإمارات والوطن العربي. وأوضح عبدالله أن الفيلم يتناول اللحظات المبهجة والانكسارات والإحباطات العابرة في حياة طفل عاشق لكرة القدم، ويتخذ من اللاعب الشهير (ميسي) مثالا وقدوة له، ويدخل من أجل تحقيق أحلامه البسيطة والبريئة في إشكالات اجتماعية متعددة تغلب عليها الطرافة واللقطات الساخرة النابعة من كوميديا الموقف، وأضاف أيضا أن الفيلم يتطرق لروابط الحب العائلية مع الأب والأم، والتي يكون فيها الخوف على الطفل أحد مظاهرها التي لا يستطيع الطفل تفسيرها أحيانا، وقد لا يتقبلها، ولكنه يكتشف في النهاية أنه خوف صحي، ويدخل في نطاق الحرص والمحبة العميقة التي باتت متبخرة وغير متحققة بمظاهرها القديمة، والذائبة الآن وسط المدن الحديثة بأنماطها السلوكية المشوشة والمتبلّدة. وعن الممثلين المشاركين في العمل أشار عبدالله إلى أن العمل يضم مجموعة من الممثلين المعروفين مثل عبدالله زيد في دور الأب، مع مشاركة مجموعة من الممثلين الجدد الذي يتمنى عبدالله أن يساهم فيلمه في إبراز مواهبهم الأدائية وتقديمهم بقوة للساحة الفنية المحلية. “أصغر من سماء” وحول رد الفعل الذي أفرزه فوز فيلمه “أصغر من السماء” في مسابقة أفلام الإمارات بمسابقة مهرجان أبوظبي السينمائي، أكد عبدالله على أن للفوز دائما أثرا إيجابيا مشجعا خصوصا في مناخ سينمائي محلي بات يشتمل على الكثير من التجارب القوية والناضجة على مستوى المواضيع المطروحة والمعالجات التقنية والأساليب الإخراجية المتبعة من قبل أسماء مكرسة وأخرى جديدة حجزت لنفسها مكانا مرموقا ومبشرا بتقديم أعمال لافتة في المستقبل. وأضاف أن لجنة تحكيم الأفلام في المسابقة الإماراتية عبّرت عن تقييمها الجيد والمتوازن لفيلمه، وهذا بحد ذاته يعتبر جائزة معنوية مهمة تقدّر الجهد التقني والإنتاجي الكبير الذي تم بذله لإخراج فيلم “أصغر من سماء” بالصورة التي ظهر عليها وشاهدها جمهور المهرجان. وتمنى عبدالله أن تكون هناك تغييرات في شروط المسابقة الإماراتية من أجل استقطاب أفضل النتاجات السينمائية وأكثرها جودة من أجل تحقيق هدفين مهمين، يتمثلان في إثراء المسابقة، والتركيز على الأسماء الأكثر موهبة والأكثر قدرة على مواصلة البحث والاستمرار في هذا الحقل الفني الصعب والشائك الذي يتطلب ــ كما قال ــ جهدا ذاتيا وثقافة متراكمة ووعيا مضيئا تجاه أهمية السينما وقيمتها الإنسانية والجمالية العالية. كما تمنى عبدالله أن تكون الجوائز المخصصة للأفلام الإماراتية الفائزة في مهرجان أبوظبي، موازية وقريبة من حجم الجوائز المقدمة لمسابقة الأفلام الدولية القصيرة التي احتضنها المهرجان أيضا، وذلك حتى يمكن للسينمائيين الإماراتيين الإحساس بأهمية ما يقدمونه من أعمال لا تقل في مستواها وفي كثير من الأحيان ــ كما قال ــ عن بعض الأفلام المعروضة ضمن مسابقة الأفلام الدولية القصيرة. أبوظبي السينمائي وحول تأثير الحضور الدولي المكثف وتواجد النجوم العالميين في مهرجان أبوظبي على الحضور الإماراتي فيه، أوضح عبدالله أن الحضور السينمائي الإماراتي في المهرجان كان محل اهتمام القائمين عليه، من أجل الحفاظ على تاريخ ومكتسبات مسابقة أفلام من الإمارات، والحفاظ أيضا على قيمتها الخاصة وتأثيرها العميق في المشهد السينمائي المحلي منذ انطلاقة المسابقة قبل عشر سنوات وحتى الآن، خصوصا ــ كما أكد عبدالله ــ مع اختيار الفنان علي الجابري كأول مدير إماراتي للمهرجان، وكذلك اختيار الفنان والكاتب صالح كرامة لإدارة مسابقة أفلام الإمارات، مما ساهم، حسب قوله، في تسليط الضوء على التجارب المحلية وإدماجها في المفاصل الأساسية للمهرجان، من حيث التركيز الإعلامي، والاحتفاء التنظيمي والمشاركة الفنية ومتابعة جمهور كبير للأفلام المعروضة ببرنامج القسم الإماراتي في هذا الحدث السينمائي الدولي الكبير.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©