#لقاءات وحوارات
رحاب الشيخ 19 يناير 2020
كثيراً ما تتردد في أجواء العمل كلمات وعبارات سلبية، قد تكون حجر عثرة أمام المستقبل الوظيفي، وسبباً في الحد من الإبداع والتميز، مثل «ملل، روتين، لم أحصل على ما أستحق مادياً ولا معنوياً». البعض يرى أنها مشكلة ستظل مستمرة ما دامت الحياة، خاصة وأنها ترتبط بطبيعة النفس البشرية، بما تتضمنه من منافسات غير شريفة أحياناً، بين زملاء المهنة الواحدة، قد تدفع الموظف إلى استخدام أفعال تنافي أخلاقيات المهنة تجاه الآخرين.
وترى المستشارة في تطوير الذات والتنمية البشرية، تهاني التري، أن السعادة يجب أن تكون قراراً وليس خياراً، وبناء عليه يجب صناعة أفكار وابتكار حلول وممارسات للصحة والسعادة في بيئة العمل. التقتها «زهرة الخليج» في الحوار التالي، لتستعرض معها دليل الموظف الإيجابي للسعادة الوظيفية التي تنتج عنها بيئة عمل ناجحة ومميزة.
• ما أسباب سلبية الموظفين؟
السعادة رحلة وليست محطة ومن هذا المنطلق يجب أن يعلم الموظف أن 50% من مفاتيح السعادة عوامل وراثية والـ50% الأخرى عبارة عن 10% عوامل حياتية و40% تحت السيطرة من خلال عوامل نفسية وسلوك شخصي، وبالتالي يجب على الموظف امتلاك الوعي وخريطة الطريق للنجاح في الحياة والتفوق في المجال العملي والمهني من خلال ممارسات وأفكار وتطبيق أدوات إيجابية في حياته اليومية.. السلبية في حد ذاتها سريعة الانتشار سهلة الالتصاق بالأشخاص الذين لديهم الاستعداد لهذا الشيء، وخصوصاً بين الموظفين في بيئة عمل واحدة، كما أن الصراعات الداخلية تلعب الدور الأكبر في انتشارها بسرعة. كما أن غالبية الموظفين يركبون الموجة، أن البيئة سلبية والأشخاص سلبيون، وذلك لأنهم لا يرحبون بالتغيير للأفضل لما يحمله التغيير من ألم وانفصال من الواقع الحالي للواقع المستقبلي، حتى وإن كان أفضل من الموجود الآن، كما أن البعض يعشق لعب دور الضحية في التفكير والسلوك والأسلوب ليتسول عطف الآخرين من حوله.
سلاح ذو حدين
• هل المنافسة السلبية أحد أسباب الصراعات الداخلية بين زملاء العمل؟
المنافسة سلاح ذو حدين، إما سلبي وغير أخلاقي أو إيجابي وفعال من خلالها يمكن العمل على الكثير من التغييرات والتعديلات بالإضافة إلى اكتشاف أنفسنا أمام هذه المنافسة، وبالتالي الفطرة الداخلية لدى الإنسان بشكل عام في الظهور ورغبته في أن يستحوذ على اهتمام المديرين أو المسؤولين فيمارس بعض السلوكيات التي تضر غيره من الموظفين من خلال تشويه السمعة أو ذكر ما ليس فيهم من صفات أو اتهامهم بالتقصير في العمل، فضلاً عن نقل الكلام للمديرين وغيره، كما يهيأ لهؤلاء الأشخاص أن حفاظهم على مناصبهم ووظائفهم يكون بالتخلص من المنافسين بشتى الوسائل، لذلك يقوم أحدهم بفعل ليفاجأ برد فعل أعنف وأقوى، وهكذا تستمر سلسلة السلبية في التفشي بينهم وتتطور لتصبح صراعات داخلية، لكن إذا وُجد التكامل بينهم والتعاون والانسجام والثقة المتبادلة، تمتع الجميع بعلاقات إيجابية صحية.
التخلص من السلبية
• كيف يمكننا التخلص من السلبية التي تؤدي إلى المزيد من الصراعات الداخلية؟
التخلص من السلبية السهل الممتنع، فإذا استعد أحدهم بالتخلص من ثوب السلبية فهو بذلك بدأ بخطة العلاج وقطع مشوار الـ50% منه يتبقى عليه 50% الأخرى التي يستعين من خلالها بأشخاص إيجابيين والبدء بتغيير الأفكار والسلوكيات واكتساب المزيد من المهارات التي تساعده للانتقال لحال أفضل.
• ما الأسباب التي تؤدي إلى إحباط وتكاسل الموظف؟
عادة ما يكون بداخل كل منا شعلة تُطفأ أو تُوقد حسب ما يتم إشعالها أو إطفاؤها. الموظف في بيئة العمل يقضي ربع يومه تقريباً، لذا يجب أن تتم تهيئة بيئة عمل مناسبة فيها المرح والترفيه والأمان والاستقرار كبيئة جاذبة والتحفيز سواء كان المادي أو المعنوي بالإضافة إلى إشراكه في صناعة القرار ليشعر بأنه جزء من المؤسسة أو الشركة، والبعد عن الروتين وابتكار أفكار جديدة خلاقة باستمرار، وإذا لم يوجد ما تم ذكره سينعكس على الموظف بحالة من الكآبة والقلق والاضطراب وانخفاض الإنتاجية وكثرة الغياب وغيره.
• كيف يستطيع الموظف عدم التأثر بسلبية المحيطين؟
عليه أن يتعايش ويتقبل المحيط الموجود حوله كما هم، حتى لا يفقد حماسه وطاقته الإيجابية، وأن يحافظ على الطاقة الإيجابية والتفاؤل والسعادة والاستمتاع باللحظة من خلال الاستعانة بأشخاص لشحن الطاقة أو يقوم ببعض الممارسات التي من شأنها أن تشحن طاقته أو تحافظ عليها مثل ممارسة ما يحب من أنشطة.
دور القيادة
• ما دور المديرين في رفع الحالة المعنوية للموظف وبالتالي زيادة الإنتاجية؟
فاقد الشيء قد لا يستطيع توفيره أو تقديمه لعدم وجوده بالأساس لديه، لذلك فإن الاهتمام بالموظفين ينعكس إيجابياً على تعاملهم مع المتعاملين ورفع معدلات الإنتاج وزيادة الولاء والانتماء لدى الموظف، بالإضافة لشعوره بالفخر تجاه وظيفته وبالمصداقية والثقة تجاه الإدارة. ومن الأفضل لو كان المدير قائداً يهتم بالعلاقات الإنسانية ويمارس مهامه بين السلطتين الرسمية وغير الرسمية ليعزز مشاعر المحبة والارتياح والارتباط مع الموظف.