رحاب الشيخ 28 أغسطس 2019
نشأت الشيخة مريم القاسمي في بيت يعشق القراءة شغوف بالمعرفة والاطلاع. ولأنها في طفولتها، كانت تنهل من مكتبة والدها الكبيرة وتختار منها ما تشاء من الكتب والروايات، فكان من الطبيعي أن تتمتع بموهبة الكتابة، فكتبت للطفل روايات وقصصاً في محاولة منها لسد الفراغ الكبير في هذا الجانب بالمكتبة العربية.
عند الحديث عن التسامح لا بد من ذكر المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، هذا ما أوضحته الشيخة مريم القاسمي قائلة: «التسامح ليس وليد صدفة، ولم يأتِ بين ليلة وضحاها إنما هو غرس المغفور له الشيخ زايد، إذ بات التسامح في الإمارات منهجاً ودستوراً للتعايش والإخاء والمحبة، إن التسامح غرس زرعه زايد»، لافتة إلى أنها تعلمت التسامح من معلمتها الراهبة حيث كانت تدرس في مرحلة الروضة في مدرسة راهبات في الشارقة، وتقول: «تعلمت منهن الكثير من المبادئ الحميدة والأخلاق، وكن مصدراً للتسامح ونبعاً للحنان، وإلى الآن وأنا أتقابل معهن، وأشعر تجاههن بالامتنان والفضل لا سيما أنني في صغري كنت أعتقد أنهن مسلمات لأنهن يرتدين زياً مشابهاً لزي المرأة المسلمة (الحجاب) ولم أشعر يوماً بأنهن غير مسلمات ولم يتحيزن لديانتهن بل على العكس كن يشجعنني وزميلاتي على الالتحاق بحصص التربية الإسلامية والاهتمام بها».
وتتابع: «في الإمارات تجد الكنائس والمعابد، إذ يعيش على أرضها أكثر من 200 جنسية في محبة وإخاء وانسجام، في ظل قوانين تجرم العنصرية وتكبحها وتمنع ازدراء الأديان، وبالتالي أصبح هناك احترام متبادل بين الجميع؛ مما أثرى الحياة الإنسانية».
وعن دور المرأة الإماراتية في نهضة المسيرة التنموية للدولة، تشير الشيخة القاسمي إلى أن القيادة الرشيدة أولت اهتماماً كبيراً في دعمها، فشراكتها الكاملة والمتكافئة مع الرجل شرط لا غنى عنه لتحقيق التقدم وبناء مستقبل دولة الإمارات. ورغم الظروف وقلة الإمكانات، لعبت الإماراتية دوراً محورياً قبل الاتحاد وبعده، فوقفت مع الرجل لتوفير سبل العيش الرغيد لأفراد أسرتها، وما إن توفرت لها الإمكانات حتى برزت قدراتها فانتقلت من مرحلة التمكين إلى القيادة، وتبوأت أعلى المناصب وأسهمت في مسيرة التنمية.
ترتسم على وجه الشيخة القاسمي ابتسامة رقيقة وهي تستعيد في ذاكرتها بعضاً من محطات طفولتها وتقول: «أحببت القراءة منذ صغري، إذ كنت أجلس إلى جوار والدي وأراقبه عن كثب وهو يقرأ، وفي المدرسة عشقت حصص الإنشاء والتعبير لدرجة كنت أنال عليها درجات كاملة». لا تنسى الشيخة القاسمي معلمة اللغة الإنجليزية في الصف الثالث الابتدائي التي أججت شعلة شغفها بالقراءة والاطلاع، «كانت المعلمة تخصص لنا أوقاتاً للقراءة فقط، فنما في داخلي شغف المعرفة تدريجياً» لكنها ترجع تعلقها بالكتابة إلى والدتها التي كانت تعطيها دفتراً وقلماً وتطلب منها أن تدون يومياتها وخواطرها، فأيقنت منذ ذلك الوقت قيمة القلم وازداد تعلقها بالمطبوعات الورقية.
للأطفال مكانة خاصة في قلب الشيخة القاسمي، فمن أجلهم ولهم أصدرت سبع قصص، فضلاً عن استعدادها لإصدار قصتين جديدتين في الشهور القليلة المقبلة.
الكاتبة الشيخة التي درست الإعلام ومن ثم الترجمة، تعي جيداً اهتمام جيل اليوم بكل شيء له علاقة بالتكنولوجيا والإنترنت، وتعرف تماماً أنه من أجل تحفيز الطفل على القراءة فلا بد من الوصول إليه عبر الوسيط الذي يفضله، لهذا توضح أنها ستنشر كتبها على الانترنت بطريقة الكتاب المسموع (أوديو بوك) كي يستطيع الأطفال الاستماع للقصص بسهولة، مضيفة أنها ستحول أيضاً قصتين من إصداراتها إلى مسرحيتين تعرضهما بطريقة مسرح العرائس المحبب لدى الأطفال، لجذبهم إلى عالم الرواية والقصص.
المزيد من التفاصيل في ملحق "المرأة الإماراتية" الصادر مع عدد زهرة الخليج هذا الأسبوع